منوعات

6 نوفمبر 2016

"أكاذيب افتراضية".. هل يقول روّاد شبكات التواصل الاجتماعي الحقيقة ؟

صدرت دراسات وأبحاث كثيرة حول استخدامات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعما إذا كان الأشخاص يكذبون من خلالها، لدرجة أن البعض بات يصف الإنترنت على أنها "شبكة الكذب".

في دراسة جديدة، نشرتها مجلة "سيكولوجي توداي" (علم النفس اليوم) الأمريكية، استعرضت الدكتورة جويندولين سيدمان، أخصائية علم النفس في كلية أولبرايت بولاية بنسلفانيا، حقيقة هذه الإدعاءات، التي تربط بين الكذب على الإنترنت والكذب في الحياة العادية.



وقالت الأخصائية إن بعض الأبحاث تُشير إلى أن الأكاذيب على الإنترنت بسيطة، تشمل المبالغة في معظم الأحيان، لافتة إلى أن هذه الأكاذيب تقلّ على شبكات التواصل الاجتماعي، لأنه عادة ما يتواصل الأشخاص مع عدد كبير من الناس بشكل منتظم، ولذلك من الصعب أن يحدث النفاق أو الكذب دون أن يتم الكشف عن الحقيقة.

وأضافت سيدمان:"تم استطلاع أراء 272 شخصًا بالغا حول مدى صدقهم وكذبهم على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ أظهرت النتائج أن معظمهم أكدوا بأنهم صادقون على تلك الشبكات، وخاصة شبكات التواعد وغُرف المحادثة السرية ومواقع الجنس.

وأشارت النتائج إلى أن 32% منهم قالوا إنهم صادقون بشكل دائم في شبكات التواصل الاجتماعي، في حين قال 26% منهم أنهم يقولون الحقيقة دومًا على شبكات التواعد.

وأعربت سيدمان عن اعتقادها أن هذه النتائج التي نشرت تفاصيلها لاحقًا لها مدلولات قوية، لأنها أظهرت أيضا أن البعض قد يكذب في شبكات التواصل على الغرباء، لكنهم لا يفعلون ذلك مع الأصدقاء أو الأقرباء.



وأظهرالاستطلاع أن 71% من المشاركين يستخدمون غُرف المحادثة السرية بشكل مستمر، فيما يستخدم 28% المواقع الجنسية، ولذلك فإن بعضهم يلجأ إلى المبالغة قبل الذهاب للموعد مع شخص آخر، وهي تجربة قد تكون الأولى من نوعها للبعض.

وعلى الرغم من أن عدد هؤلاء الذين أكدوا أنهم يقولون الصدق قليل نسببًا، فإنهم كانوا يعنون أنهم لا يكذبون البتة، أي أن النسبة الباقية تقول الصدق أيضا لكن ليس بشكل دائم.

وتضيف سيدمان: رغم أنه من السهل على الناس انتحال شخصية أخرى من خلال الإنترنت، فإن هذه الجرائم لا تزال قليلة نسبيًا.

وأظهر استطلاع آخر أُجري مؤخرًا لمستخدمي مواقع التواعد أن 16% واجهوا مثل هذه الحالات بهدف الابتزاز وجرائم أخرى، كما أظهرت النتائج بأن المشاركين توقّعوا أن يكون غيرهم أقل صدقًا منهم.

وترى الأخصائية أنه في النهاية تُشير الدراسات إلى أننا قد نواجه أكاذيب في عالم الإنترنت أكثر مما نتوقع، ولهذا السبب الكثير من الناس يطلقون اسم "شبكة الأكاذيب" على الإنترنت، وهي حالة في الحقيقة تنم عن جهل جماعي حقيقي، لذا علينا فقط أن نتقبل بما يخبرنا به الطرف الآخر عبر الإنترنت وشبكات التواصل، مع الإدراك بوجود بعض المبالغة وخاصة من الغرباء، ولكن علينا أيضا أن ندرك بأن عددًا قليلاً منا لا يكذب ويقول الحقيقة على الدوام.