منوعات

30 أكتوبر 2016

عندما تصطدم الهواتف الذكية مع الاستغلال الجنسي ومفاهيم الشرف!

الجنس والشرف والابتزاز.. تعد من الجرائم التي تهدد أي مجتمع، إذ إن الجرائم الثلاثة مخلة وتشين صاحبها.
كشف تحقيق أجرته شبكة "بي بي سي" الإخبارية مؤخرا، أن آلاف الشابات في المجتمعات المحافظة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا يتعرضن للابتزاز، باستخدام صور شخصية، بل وأحيانًا صور جنسية.
وفي نظرة إلى كيف تصطدم الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه مع المفاهيم التقليدية للشرف والعار، نستعرض بعض الحكايات لشابات عربيات قد واجهن ابتزازًا على الإنترنت، وكيف واجهن المجتمع لاحقاً.
في عام 2009، أرسلت شابة مصرية تدعى غدير أحمد، مقطع فيديو لصديقها على هاتفه، وهي ترقص في منزل إحدى صديقاتها، وترتدي فستانًا كاشفًا.



غدير أحمد
وبعد انتهاء علاقتهما، قام الشاب بنشر الفيديو على موقع يوتيوب، للانتقام منها، وهنا شعرت غدير بالفزع، فهي تعرف ما يعنيه الموقف الذي لن يكون مقبولًا أبدًا لأهلها، حيث الرقص والفستان والصديق.
وبعد سنوات من انتشار الفيديو ومهاجمة الناس لها، خرجت غدير في الثورة، وبدأت التحدث عن حقوق المرأة، بل وقامت بمقاضاة صديقها السابق، وأخيرًا، تملكتها الشجاعة ونشرت الفيديو على صفحتها الخاصة في "فيسبوك"، كاتبة: "لقد حان الوقت لوقف استغلال أجسام النساء لإلحاق العار بهن وإسكاتهن، أنا راقصة جيدة، وليس لدي ما أخجل منه".




حالة غدير ليست فريدة من نوعها، وليست غريبة، فهناك آلاف الشابات مثلها يتعرضن للتهديد والابتزاز من أجل المال، أو إجبارهن على إرسال المزيد من الصور الفاضحة أو إجبارهن على الخضوع للاستغلال الجنسي.
إن الانتقام الجنسي مشكلة في كل دولة في العالم، لكن أنعام الأعشى، طبيبة نفسية وناشطة حقوقية في الأدرن، تقول: "إن صورة عارية قد تهين فتاة، لكن في مجتمعنا، قد تؤدي صورة عارية إلى موتها، وحتى إن لم تنته حياتها ماديًا، تنتهي اجتماعيًا ومهنيًا، فالناس يتوقفون عن التعامل معها وينتهي بها الأمر كمنبوذة ومنعزلة".




أغلب هذه الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، لأن العوامل التي تجعل النساء ضعيفات تبقيهن أيضًا صامتات، لكن المحامين والشرطة والنشطاء في عشرات الدول أخبروا "بي بي سي" أن وصول الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي قد أثار وباءً خفيًا من الابتزاز والفضح عبر الإنترنت.
وفي السعودية، المشكلة خطيرة جدًا، حيث إن الشرطة الدينية أنشأت وحدة خاصة لمتابعة المبتزين، ولمساعدة النساء اللاتي يتعرضن للتهديد، حيث تتلقى الشرطة مئات المكالمات يوميًا من النساء لتعرضهن للابتزاز.
وفي الهند، هناك آلاف الشكاوى يوميًا، أما في باكستان، تبلغ نحو 900 سيدة في السنة عن تعرضها للتهديد.