منوعات

27 أكتوبر 2016

كلما تقدمت في العمر كلما أصبحت أكثر سعادة

كشف تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" عن دراسة أجراها فريق من جامعة كاليفورنيا، أثبتت أن سعادة الإنسان تزداد وتصبح صحته العقلية أفضل كلما تقدم في العمر، وهو ما توافق مع دراسات سابقة أشارت إلى أن الاستمتاع بالحياة يزيد بتقدم العمر، وهي الحالة التي يُطلق عليها اسم "متناقضة الشيخوخة" وتتمثل في ظاهرة زيادة الشعور بالسعادة، التي تحدث بشكل مستمر بداية من سن البلوغ وتزيد مع تقدم العمر.

وتم إجراء الدراسة على نحو 1500 مشارك تم اختيارهم بشكل عشوائي تراوحت أعمارهم بين 20 و100 عام، وشمل الفحص دراسة للصحة الجسدية والعقلية لهم، وخلال التجربة اهتم الفريق البحثي بقياس أمور بعينها منها الشعور بالرضا وارتباطه بانخفاض مستويات التوتر، وكذلك قياس درجات القلق والاكتئاب، فكانت النتائج مذهلة.. إذ تبيّن تفوق الأكبر عمراً على الشباب من حيث الشعور المستمر بالسعادة.

لكن السؤال الذي طرحه الفريق البحثي هو "كيف يمكن أن يُسجِل كبار السن تراجعا في الوظائف الجسدية والإدراكية ومع ذلك يبدو عليهم الاستمتاع بالحياة بدرجة أكبر بكثير من الشباب؟ "، وهنا يعتقد الباحثون أن الإجابة تكمن في طريقة تطور تعامل الإنسان مع ظروف الحياة وارتباط ذلك التطور بالتقدم في العمر فهو الذي يساعدنا في الوصول إلى شعور أعظم بالرضا حتى عن الأشياء البسيطة التي استطعنا أن نحققها في حياتنا.

وبعد هذه الدراسات يتضح لنا أن الحكمة التي تتمتع بها الجدّات وابتسامتهن الدائمة، التي تجذب الصغار قبل الكبار، لم تأتي من فراغ، بل نتيجة النضج الفكري الذي يصل إليه الإنسان، وقناعته الكاملة أن الحياة لا تستحق المشاحنات ونوبات الغضب والعصبية، ليصبح تحكيم العقل والصبر والهدوء مفتاح السلام.