الحمل والولادة

21 يونيو 2016

هل يؤثّر الصيام على الخصوبة؟

يعدّ شهر رمضان فرصةً لتصحيح أنماط حياتنا، بما في ذلك تعزيز الصحة البدنية وسمو وارتقاء الحالة الروحية للإنسان في الشهر الفضيل، فالصحة والرفاهية لا تقتصر على المفهوم التقليدي للصحة الجسدية، بل ترتبط بشكلٍ وثيق مع حالة الجسم النفسية والروحانية والصحة البدنية، التي بمجملها تحقّق السّعادةَ للإنسان.
في ضوء ذلك، من المهم أن نتعرف على التغيرات التي تطرأ على حالة الجسم أثناء الصيام، بالإضافة إلى إدراك كيفية تعامل الجسم وتأقلمه مع تلك التغيرات، ومنها مسألة الخصوبة.
لذلك عزيزتي فوشيا تقدّم لكِ ولزوجكِ معلوماتٍ عن تأثير الصيام على الخصوبة، وذلك بالتعاون مع الدكتورة مونيكا شاولا الأخصائية في الإخصاب ومعالجة العقم.
فبالنسبة للأزواج الذين يحاولون الحصول على الإنجاب من خلال تقنيات أطفال الأنابيب دون جدوى أو الذين خضعوا لمختلف وسائل منع الحمل، فإن الصيام قد يساعدهم على تحسين النتائج، حيث يسحب الصيام آثار الهرمونات الزائدة والصناعية، ويعمل على تطهير الكبد، ومعادلة وتنظيف مجرى الدم من الملوثات والأحماض، وإعادة تهيئة الجسم لإنتاج الهرمونات بصورة طبيعية.




كما يؤدي الصيام إلى إزالة السموم من الخلايا، وإعادة توازن الهرمونات في الجسم، وإعطاء الكبد القدرة على توازن الهرمونات الزائدة داخل الجسم مثل هرمون " xenoestrogens" والكورتيزول (هرمون التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات والإرهاق وسوء تأدية الخلايا لوظائفها)، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العقم، فمع الصيام تنخفض فرص حدوث الالتهابات أو تتقلص آثارها، وتعود الحيوية والفعالية لكل أعضاء الجسم من جديد، ويتم إعادة التوازن في نسبة السكر في الدم، ويٌعزز نظام مناعة الجسم، ويستريح الجهاز العصبي، ويصبح الجهاز التناسلي أكثر توازناً وفعالية.
أظهرت الأبحاث والبيانات العلمية أن تقليص السعرات الحرارية للبالغين يمنع تراجع جودة وعدد الخلايا البيضية (الخلايا التناسلية بالبويضة) بسبب التقدم في العمر، وذلك طبقاً لجوناثان تيلي عالم الأحياء والتناسل في بوسطن.
لقد تم دراسة تأثير الصيام على هرمونات الخصوبة المختلفة بالنسبة للإناث والذكور، ولم تجد تلك الدراسة فروقاً أو أي آثار سلبية.
من جانبٍ آخر وجد الباحثون نقصاً ملحوظاً في مستويات هرمونات التوتر لدى مريضات تكيس المبايض مثل الكورتيزول والنورادرينالين ... إلخ أثناء الصيام، وهو ما يعد ميزة كبيرة لهؤلاء المرضى.
أما بالنسبة لعقم الرجال، كان هناك بعض الاقتراحات التي ترجح أن الصيام يحسن من أعداد وإنتاج الحيوانات المنوية، ومستويات هرمونات موجهات الغدد التناسلية ومستوى هرمون التستوستيرون لخصوبة الذكور.
حيثُ لا يعمل الصيام على تقليل أو حتى تحسين جودة الحيوانات المنوية في حالات "فقد النطاف"، ولكن قد يكون له بعض التأثير على حالات النقص الحاد في الحيوانات المنوية "oligozoospermics".
فقد أثبتت الأبحاث أن صيام رمضان له العديد من الفوائد على الحيوانات المنوية، إما عن طريق الحالة الهرمونية للـ " المحور الوطائي- النخامي- للخصية"، أو أن يكون له تأثير مباشر على الخصية.