ربما تظن معظم النساء أن وسائل منع الحمل الهرمونية تقوم بمهمة واحدة فقط، ألا وهي منع حدوث الحمل، وفي حين أنها تقوم بذلك فعلا بصورة فعالة أكثر من غيرها من الوسائل، فإن الحقيقة هي أن تأثيراتها لا تقتصر على جهود منع الحمل فحسب.
بل ثبت أيضًا أنها يمكن أن تستخدم في الواقع للمساعدة في علاج مشكلات صحية أخرى مثل تخفيف ألم الدورة الشهرية، التغيرات التي تطرأ على الجلد وغيرها من المشكلات.
وإذا استخدمت حبوب منع الحمل بشكل مثالي (بأخذها كل يوم في الوقت نفسه)، فإن معدل الحمل غير المخطط له ينخفض إلى 1 % فقط. ومع هذا، لا يوجد شكل من أشكال وسائل منع الحمل الهرمونية يمكنه أن يحمي من الأمراض المنقولة جنسيا.
ورغم ذلك، فإن لتلك الوسائل آثارها الجانبية كذلك، ونستعرض فيما يأتي بعض المعلومات التي ربما لا تعرفينها عن الطريقة التي تؤثر بها وسائل منع الحمل على جسمك:
الجهاز التناسلي:
بينما تفرز المبايض بشكل طبيعي هرموني الأنوثة، الاستروجين والبروجستين، فإن أيا منهما يمكن تصنيعه واستخدامه في موانع الحمل. وقد ثبت أن تزايد نسب هذين الهرمونين عن المعدل الطبيعي قد يتسبب في منع المبيض من إفراز البويضات، وبطبيعة الحال إذا لم تفرز البويضات، فلن يجد السائل المنوي شيئا يخصبه، وهو ما يعمل بالتبعية على تقليل فرص حدوث الحمل.
فضلا عن أن البروجستين يغير أيضا مخاط عنق الرحم؛ ما يجعله سميكًا ولزجًا، وهو ما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى الرحم. ومن ضمن التأثيرات الجانبية التي تطال الجهاز التناسلي عند تعود جسم المرأة على تناول أي من وسائل منع الحمل ما يأتي:
- فقدان الدورة الشهرية ( انقطاع الطمث ) أو التعرض لنزيف إضافي
- نزيف أو تبقع بسيط بين الدورات
- تهيج مهبلي
- طراوة الثديين
- كبر حجم الثديين
- تغير الدوافع والحوافز الجنسية
كما يحتمل أن تكون هناك آثار أخرى أكثر خطورة، لكن أقل شيوعا، كما حدوث نزيف حاد أو حدوث نزيف يستمر لأكثر من أسبوع، فضلا عن وجود دراسات تشير إلى أن موانع الحمل الهرمونية قد تزيد قليلا من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
الجهاز القلبي الوعائي والجهاز العصبي المركزي:
فبينما يشير الباحثون إلى أن النساء السليمات غير المدخنات لا يتعرضن على الأرجح لآثار جانبية خطيرة بسبب موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم، فقد ثبت في المقابل أن حبوب ولصقات منع الحمل قد تتسبب في زيادة ضغط الدم لدى بعض النساء. كما ثبت أن تلك الهرمونات الزائدة قد تزيد أيضا من خطر التعرض لجلطات دموية.
وثبت أن تلك الأخطار تتزايد بشكل أكبر في الحالات الآتية:
- ممارسة عادة التدخين أو إذا كانت المرأة فوق سن الـ 35
- ارتفاع ضغط الدم
- الإصابة بمرض قلبي موجود مسبقا
- الإصابة بالسكري
كما تبين في الوقت نفسه أن الوزن الزائد من عوامل الخطر التي تؤدي لارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والسكري، وثبت أن الاستروجين يفاقم أيضا الصداع النصفي.
الجهاز الهضمي:
ثبت أن بعض النساء يشعرن بتغيرات في شهيتهن وأوزانهن خلال فترة تناولهن لوسائل منع الحمل الهرمونية، رغم وجود دراسات أو أدلة بحثية قليلة تثبت أن وسائل منع الحمل تسبب زيادة بالوزن.
وتنطوي الآثار الجانبية الأخرى على احتمال أن تتسبب موانع الحمل في حدوث زيادة مؤقتة بالوزن، بسبب احتباس الماء على الأرجح، كما قد تتسبب في حدوث غثيان وانتفاخ، لكن هذه الأعراض ربما تبدأ في الزوال بعد مرور أسبوعين، حين يبدأ الجسم في التعود على الهرمونات الإضافية.
وحال كانت تعاني المرأة في السابق من حصوات بالمرارة، فقد يؤدي تناول حبوب منع الحمل لتكوين حصوات أسرع. كما تكون هناك مخاطر متزايدة للإصابة بأورام الكبد الحميدة أو بسرطان الكبد. ولهذا ينصح بضرورة الإسراع في زيارة الطبيب حال كان هناك ألم شديد، قيء أو اصفرار بالجلد والعينين.
الجهاز اللحافي ( الغطاء الخارجي للجسم ):
في حين تشير بعض الدراسات إلى أن وسائل منع الحمل قد تفيد في علاج مشاكل حب الشباب، فإن هناك دراسات أخرى تقول إن بعض النساء قد يتعرضن بسبب تلك الوسائل لزيادة في خطر الإصابة بمشكلات الحبوب عموما أو قد لا تتحسن لديهن المشكلة من الأساس.
كما قد تتسبب وسائل منع الحمل في بعض الحالات في ظهور بقع بنية فاتحة على الجلد، وقد تتسبب الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل في نمو الشعر بشكل غير عادي في بعض الأحيان، ولهذا ينصح الباحثون بضرورة الرجوع للطبيب المختص حال شَعُرتِ بأن موانع الحمل المتبعة غير مناسبة لك.