التغيّرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية تسبب الأرق
التغيّرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية تسبب الأرقالتغيّرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية تسبب الأرق

التغيّرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية تسبب الأرق

من المعلوم أنّ الإصابة بالأرق ترتبط عادةً بمجموعة متنوعة من الحالات المرضية التي تشمل التوتر والقلق والاكتئاب ومتلازمة تململ الساقين. كما تساهم عوامل أخرى كتناول مادة الكافيين وانخفاض مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم بالإصابة باضطرابات النوم. ولكننا قد لا ندرك أنّ متلازمة ما قبل الحيض والهرمونات الأنثوية كهرموني البروجسترون والأستروجين تلعب جميعها أيضاً دوراً هاماً في التأثير على معدّل النوم كمّاً ونوعاً.
فقد كشفت نتائج إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجرتها "مؤسسة النوم الوطنية" التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها أنّ 33 في المئة من النساء المستطلعة آراؤهن أشرن إلى أنهن عانين من اضطرابات في النوم خلال فترة الدورة الشهرية، وأنّ 16 في المئة منهن إلى اضطررن للتغيّب عن العمل ليوم أو أكثر شهرياً بسبب هذه الاضطرابات. كما أشارت نسبة 67 في المئة من إجمالي النساء المشاركات في هذه الدراسة إلى أنهن واجهن مشاكل في القدرة على النوم لعدّة ليالٍ خلال الأسبوع.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة هيام أحمد حرفوش، أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى برجيل في أبوظبي: "تعاني النساء من ارتفاعات وانخفاضات في مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون خلال الدورة الشهرية. وتؤثر هذه الهرمونات على دورات النوم الطبيعية والنظام اليومي للجسم، وبالتالي فإن حدوث أي اضطراب فيها سينعكس على أنماط النوم ونوعيتها لدى المرأة."


مراحل الدورة الشهرية


تنقسم الدورة الشهرية إلى مرحلتين رئيسيتين وتستمر فترة تتراوح ما بين 25-28 يوماً. ويعتبر اليوم الأول من ظهور الدم (الطمث) هو أول يوم من أيام الدورة الشهرية. وتسمى المرحلة الأولى بالطور الجريبي، حيث تصل فيه مستويات هرمون الأستروجين إلى ذروتها، ما يؤثر أيضاً على أنماط النوم. وتبدأ المرحلة الثانية مع حدوث الإباضة، وذلك في اليوم الرابع عشر تقريباً. وترتفع معدلات هرمون البروجسترون خلال المرحلة الثانية، ما يسبب الشعور بالنعاس لدى المرأة. وتنخفض مستويات الأستروجين والبروجسترون مجدداً قبل أيام قليلة من بداية الدورة الشهرية الجديدة، وهو ما يتسبب في مزيد من الاضطرابات وعدم القدرة على النوم.
وأضافت الدكتورة حرفوش: "تترافق متلازمة ما قبل الحيض مع ظهور أعراض عديدة تشمل التقلصات والشعور بالانتفاخ والغثيان والألم والصداع، وآلام البطن وأسفل الظهر والنزيف الحادّ، فضلاً عن أنها تسبب أيضاً الشعور بعدم الراحة وتؤثر على أنماط النوم لدى المرأة. وفي الواقع، تشتكي النساء عادةً من اضطراب النوم خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية والأيام الأولى منها نتيجة لهذه الأعراض."

التخفيف من حدة الأرق


وأشارت الدكتورة حرفوش إلى أنّ هناك عدة طرق تساهم في التخفيف من حدّة الأرق، حيث يمكن للطبيب أن ينصح المرضى بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وخاصة في حال كانت الدورة الشهرية مصحوبة بأعراض الألم وعدم الراحة. كما قد يوصي الطبيب المرضى بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (ب) والمغنيسيوم، إضافة إلى الحبوب المنوِّمة. كما نصحت الدكتورة حرفوش النساء اللواتي يعانين من أعراض خطيرة لمتلازمة ما قبل الحيض بما في ذلك تقلبات المزاج والاكتئاب والقلق (خاصة في حال تأثيرها على حياتهن اليومية) بضرورة التماس المساعدة الطبية المناسبة.
واختتمت الدكتورة حرفوش تعليقها بالقول: "تشمل الخطوات الأخرى التي تساعد على التخفيف من شدّة أعراض الأرق تجنّب شرب الكثير من القهوة، نظراً لتأثير تناول الكافيين على القدرة على النوم. وتعدّ ممارسة اليوغا والتأمل من الوسائل الفعالة التي تساعد على صفاء الذهن وراحة البال. وأنصح النساء أيضاً بممارسة التمارين الرياضية وخاصة في خلال فترة الصباح الباكر. كما أنّ الحرص على الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ يعتبر أمراً بالغ الأهمية، حيث يساعد ذلك الجسم على تنظيم دورة النوم الطبيعية ويزيد من فعاليتها."

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com