العادة الشهرية

15 أغسطس 2016

تزامن الدورات الشهرية بين شريكات السكن.. خرافة أم حقيقة؟

نفت دراسات حديثة ما كان يعتقد بين النساء منذ سبعينيات القرن الماضي أن مواعيد الدورة الشهرية للنساء اللواتي يعشن سوية تتزامن في ذات الوقت.
وادعت دراسة نشرت عام 1971 أن النساء التي يعشن سوية يتشاركن ذات الموعد للدورة الشهرية، إلا أن هذا الاعتقاد القديم تعرض لنقد حاد من قبل الأدلة والدراسات الجديدة.




وأصبح هذا الأمر حقيقة مقبولة عالمياً منذ أن نشرت مارثا ماك كلينتوك، عالمة النفس من جماعة هارفرد، دراستها الشهيرة عام 1971 التي اجرتها على 135 فتاة من مرتادات الجامعة واللواتي كن يعشن سوية في السكن الجامعي.
وقامت هذه الدراسة على تحليل 8 دورات شهرية لكل فتاة واكتشفت أن شريكات السكن والصديقات المقربات لاحظن أن متوسط عدد الأيام بين بداية دوراتهن قد انخفض من 8 – 9 أيام إلى 5 أيام، بالمقارنة مع النساء اللاواتي شكلن مجموعة سيطرة عشوائية حيث بقيت المدة بين دوراتهن متباعدة بمقدار 10 أيام عن بعضهن البعض.
وأظهرت دراسة نشرت عام 1999 أن 80% من النساء يعتقدن بظاهرة التزامن هذه وقال 70% منهن أنهن يعتبرن هذه التجربة أمراً رائعاً.




وبالرغم من اعتقاد الكثيرات أن هذه الفكرة قوية حيث أن تعاطف النساء مع بعضهن يصل إلى التأثير على الدورة الشهرية. إلا أن الدراسات الحديثة نفت ذلك.
وعلى النقيض، صدرت العديد من الدراسات والأبحاث منذ أن نشرت دراسة ماك كلينتوك وصل معظمها لنتائج سلبية تكفي لنقل حكاية تزامن الدورة الشهرية إلى خانة الخرافة. وبالرغم من أن العديد من الدراسات حاولت الوصول إلى نتائج مشابهة لدراسة ماك كلينتوك، إلا أن القليل منها نجح في ذلك.
وشملت الانتقادات التي وجهت لدراسة ماك كلينتوك أخطاءً إحصائية، من خلال عدم ترتيب فرص الصدفة في النتائج وتضخيم الفروقات الأولية في بداية الدورات الشهرية التي تقود إلى المبالغة في إدعاء عملية التزامن.
واكتشفت دراسة أجريت على نساء الدوغون غرب أفريقيا، واللواتي تم فصلهم ووضعهن في أكواخ الطمث، عدم وجود أي نوع من أنواع التزامن على مدى 763 يوماً، كما لم تسجل أي تأثير للعمر على الدورات بينما كان الفحص في ظروف مثالية خصوصاً مع غياب تأثير عوامل بيئية كانقطاع الكهرباء.




وكشفت دراسة أخرى أجريت على 186 إمرأة في الصين عشن مع بعضهن لمدة عام عن عدم وجود أي تزامن من أي نوع، ولكن الباحثين أشاروا الى أن بدايات الدورات وطولها كانت متنوعة بين النساء، الأمر الذي قد يعطي انطباعاً كاذباً بوجود تزامن.
ويمكن للدورات الشهرية أن تكون من 21 يوماً إلى 35 يوماً كما يمكن للتوتر وفقدان الوزن والمرض أن يسبب اضطراب الدورة.
وأجريت دراسة أخرى على 26 عائلة من الفتيات المثليات، ولم تجد الدراسة أي دليل على وجود تزامن، ولكنها اكتشفت أن الدورات الشهرية الفردية شهدت تراوحاً في طول الدورة يصل إلى 10 أيام أحياناً.
ورغم أن الإنترنت يرفض أن يدع هذه الفكرة تموت وتختفي، إلا أنه يجب أن تعلمي أن صديقاتك لا يمكنهن التأثير على دورتك الشهربة وأنها ملك لك فقط!