أفادت دراسة أمريكية مبنية على تجربة استمرت أكثر من 50 سنة بأن تمارين القدرة التي تشمل الجري والمشي والسباحة وقفز الحبل وغيرها يمكن أن تطيل العمر بتحسين تدفق الدم في الشرايين؛ ما يؤدي إلى تعزيز صحة القلب والدماغ بشكل كبير.
وأشارت الدراسة التي أصدرتها أخيرا "جامعة تكساس" الأمريكية إلى أن التجربة شملت 5 رجال تطوعوا عام 1966 وتمت متابعة حالتهم بشكل منتظم خلال ممارستهم التمارين الرياضية المعروفة بـ "تمارين التحمّل والقدرة" مضيفة أن التجربة تعدّ واحدا من أطول الاختبارات الطبية في هذا المجال.
ولفتت الدراسة إلى أنها توصلت الى نتائج في غاية الأهمية وخاصة التغييرات الكبيرة في الحالة الصحية لهؤلاء المتطوعين قبل وبعد ممارسة التمارين الرياضية.
وأوضحت أن التجربة بدأت بقيام هؤلاء الأشخاص في الاستلقاء في السرير مدة 20 يوما؛ ما أدى الى نتائج صحية سلبية خطيرة بما فيها تسارع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدل ضخ القلب للدم وزيادة الدهون في أجسامهم وهبوط قوة العضلات.
وأشارت إلى أنه بعد ذلك طلب من هؤلاء الأشخاص القيام بتمارين القدرة بما فيها الجري والمشي والسباحة وقيادة الدراجات الهوائية مدة 8 أسابيع وكانت النتيجة مبهرة على حد تعبير الدراسة التي قالت إن التمارين عكست تماما ما أصيب به هؤلاء في المرحلة الأولى.
وقال الدكتور دارين ماكجواير، الأستاذ المساعد في الطب الباطني والمشارك الرئيسي في الدراسة: "بنهاية الدراسة كان الأشخاص يمارسون الرياضة أسبوعيا بأنفسهم لفترات طويلة بعد أن رأوا نتيجة التجربة."
وبالنسبة لفوائد تمارين القدرة والتحمل توصلت الدراسة إلى أن هذه التمارين تعدّ أفضل وسيلة لتحسين وظائف القلب والشرايين والدماغ.
وقالت: "تساعد تلك التمارين بدرجة كبيرة في الحفاظ على قوة عضلة القلب ومرونة الشرايين، وتقلل من معدل ضربات القلب أثناء الراحة، وتعزز قدرة القلب القصوى على توصيل الدم الغني بالأكسجين إلى أنسجة الجسم".
وأضافت:"علاوة على ذلك، فإن تمارين التحمل هي أيضًا أفضل طريقة لحماية التمثيل الغذائي في الجسم من تأثيرات العمر خاصة وأنها تساعد على تقليل الدهون في الجسم، وتعزز قدرة أنسجة الجسم على امتصاص الأنسولين، وتخفض مستويات السكر في الدم.... كما أن ممارسة تلك التمارين تزيد من نسبة الكوليسترول الجيد وتخفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية التي يمكن أن تسد الشرايين؛ ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.