ربما سمعت أخيرا عن تلك الحمية التي تعرف بـ "الحمية الخالية من اللكتين"، لكن دون أن تعرفي عنها الكثير، وهو ما سنلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر خلال السطور التالية.
أول شيء يجب معرفته هو أن اللكتينات (Lectins) عبارة عن بروتينات توجد في كثير من الأطعمة وفي كافة المصادر النباتية. وتوجد بكميات كبيرة في الحبوب الكاملة، العدس، الفول، فول الصويا، الفول السوداني والبازلاء. وتتسم بخواصها المضادة للأكسدة التي تساعد على حماية الخلايا من الأضرار التي تنتج عن الجذور الحرة.
كما أنها تساعد في عملية الهضم؛ لأنها تساعد على إبطاء العملية، وهو ما يساعد بالتبعية على منع حدوث ارتفاعات بنسبة السكر والأنسولين. وتوجد من تلك اللكتينات بضعة أنواع، ويصنف بعض منها باعتباره نوعية ضارة، ومن الضروري الحذر منه.
وقال باحثون إنه عند تناول بعض اللكتينات، خاصة النيئة، فإنها قد ترتبط بالكربوهيدرات؛ ما يصعب عملية الهضم. وأضافوا أن تناول الفاصوليا، البطاطس، الفول السوداني والحبوب الكاملة في حالة نيئة هو أمر أكثر خطورة على صحة الإنسان، أو قد يتسبب على الأقل في زيادة خطر الإصابة بالحساسية، عند تناولها نيئة.
وهو ما يفسر سر تعرض الأشخاص المصابين بحساسية من اللكتينات لمشاكل من ضمنها الغثيان، القيء، اضطرابات المعدة، الغازات والانتفاخ بعد تناول أي من تلك الأطعمة.
هناك بعض النظريات البحثية تقول إنه ونظرا لما تسببه اللكتينات من مشاكل هضمية، فإنها قد تكون السبب وراء بعض الحالات الالتهابية. وهو ما يجب الانتباه إليه بشكل خاص حال تم تناول الأطعمة التي تحتوي على اللكتين بكميات كبيرة. وكذلك يجب معرفة أن الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي يكونون أكثر حساسية تجاه اللكتينات.
فضلا عن توصل دراسات أخرى إلى نتائج تبين أن اللكتينات قد تمنع الجسم من امتصاص بعض المغذيات، وهو ما قد يسهم بدوره في الإصابة ببعض الحالات الالتهابية.
لكن ما يجب معرفته في تلك الجزئية هو أن اللكتينات ليست متشابهة، وأن هناك فروقات بينها، وأن بعضا منها يعد أكثر أمانا من غيره، من ناحية التأثير على صحة الإنسان.
وهي المعلومات التي دفعت ببعض الأشخاص للشروع في تجربة الحمية الخالية من اللكتين لمعرفة ما إن كان لها دور في تخفيف الأعراض المرضية التي يعانون منها أم لا.
ولا تشمل تلك الحمية نوعية الأطعمة التي تحتوي على تركيزات عالية من اللكتينات، وفي مقدمتها الفول السوداني، الفول، العدس، الحبوب الكاملة، البطاطس وبعض الفواكه.
الحقيقة أن معظم الأطعمة التي تحتوي على اللكتينات تعد جزءا من الحميات الصحية، وهو ما جعل كثيرا من الخبراء في حيرة من أمرهم بشأن ما إن كان يجب على الأشخاص الذين لا يشعرون براحة أو يعانون من أعراض أخرى أن يتجنبوا تلك الأطعمة أم لا.
وعلقت على ذلك كريستن كابلز كوبر، الأستاذ المساعد والمدير المؤسس لبرنامج التغذية والحمية بكلية المهن الصحية بجامعة بيس الأمريكية، بقولها إنه لا توجد أبحاث علمية تدعم فكرة أن الاستغناء عن اللكتينات في الحمية الغذائية المتبعة هو أمر مفيد من الناحية الصحية. وهو الرأي نفسه الذي أيدته الباحثة كاترين زيراتسكي، بتأكيدها أنه لا توجد أدلة تدعم حقيقة أن الحمية الخالية من اللكتين يمكنها معالجة أي حالة طبية.