نعلم جميعنا مدى محبة وعشق الأطفال للأطعمة سريعة التحضير كالسمبوسك والبطاطس المقلية والشيبس والسندويشات والمعجنات لسهولة تناولها ولذة طعمها.
جميع هذه الأطعمة، تعتبرها اختصاصية التغذية روان منذر الجعبري من حصص النشويات، ومن المعروف أن النشويات أو الكربوهيدرات تعد من المصادر الأساسية لزيادة الوزن، لذلك، تلجأ كل أم ترى ابنها يعاني من زيادة الوزن لحرمانه من تناول الكربوهيدرات ظنا منها أن هذا قد يساعده على خسارة وزنه.
فهل هذا التصرف صحيح؟
ما يجهله الكثيرون، كما ترى الجعبري أن الكربوهيدرات تعد المصدر الأساسي للطاقة التي يحتاجها الفرد للقيام بجميع العمليات الحيوية وإتمام يومه بنشاط وقوة، وهو ما يوجب على الأم أن تحرص دائما على تقديم النشويات والكربوهيدرات لطفلها خلال النهار.
أما عن السبب وراء زيادة وزن طفلها، فتردّه الجعبري إلى العامل الأهم وهو العامل الوراثي الذي يمكن تقليل أثره على الجسم عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية.
ويلي العامل الوراثي، وبالتزامن مع ظروف انتشار وباء كورونا والحجر الصحي المفروض على الجميع، تخوف الأم من زيادة وزنه، جراء جلوسه بالمنزل، ومن ثم انخفاض مجهوده البدني، وقضاء الكثير من وقته في اللعب على الأجهزة الإلكترونية ما يزيد من وزنه بشكل أكبر.
حرمانه من النشويات
بدلاً من حرمان الطفل من الأطعمة التي يحبها، على الأم التفكير بطريقة أفضل، واستبدال الطعام الذي قد يبدو غير صحي إلى طعام صحي أكثر، كإضافة الخضراوات والفاكهة إلى طعامه؛ ما يزيد من محتواه الغذائي، وتزويده باحتياجاته من المعادن والفيتامينات الضرورية لنموه، وفق الجعبري.
بالإضافة إلى إتاحة جميع الخيارات الصحية، وجعله يختار الطريقة المفضلة لديه لتناول أصناف الطعام؛ فمثلاً قد يحب الباذنجان على شكل متبّل بدلاً من تناوله مشويا أو محشيا بالأرز، وقد يرغب في إضافة البروكلي إلى البيتزا بدلاً من تناوله في الشوربة، لذلك يمكنها تقديم الدعم الدائم لاختيار الأطعمة الصحية بطريقة ذكية.
بالمقابل، تحذر الجعبري من تناوله الأطعمة المقلية، واستبدالها بالمشوية، كاستبدال السمبوسك المقلية بالخضار بالمشوية منها.
وبدلاً من تناول الشيبس، بإمكانها تقديم صحن من الخضراوات مثل الجزر والخيار والفلفل إلى جانب تغميس لبنة أو حمص، وإذا كان لا بد من الشيبس فبإمكانها اختيار النوعيات المخبوزة والصحية، أو اختيار البوشار الذي يعد من أفضل الخيارات؛ لأن 3 أكواب منه تعادل حصة واحدة من النشويات الصحية.
ومن المهم، تعليمه احترام الوقت، بحيث لا يُسمح له بتناول الطعام أثناء استخدام الآيباد أو مشاهدة التلفاز، وإن رفض تناول وجبته إلا وهو يشاهد التلفاز، تستطيع الأم عندئذٍ تزويده بوجبات خفيفة صحية تحتوي على الخضار أو البوشار.
إلى جانب عدم إغفالها تحديد كمية النشويات التي تُعدّ من الأمور الضرورية جدا بدلا من حرمان الطفل منها، وهي على المدى البعيد قد تضره. لذلك فإن تحديد الكميات المتاحة تجعله أكثر وعيا بالحدود المسموحة له، وسيحظى بمساحة حرة لاختيار الأطعمة التي يحبها، وفي الوقت ذاته الحصول على نتائج تسعده.