للنساء أزياؤهن، وللرجال ملابسهم.. لكن "أسبوع الموضة العربي" الذي افتتح دورته الرابعة في دبي وحد ازياء الجنسين في بعض أعمال "الكوتور الجاهزة" التي يعرضها على مدى خمسة أيام في الإمارة الأنيقة.
أقدام حافية، جوارب ملونة طويلة، أحمر شفاه باللونين الفضي والذهبي للرجال، وحقائب مصنوعة من أكياس بلاستيكية، اجتمعت كلها في ليلة افتتاح أسبوع الموضة مساء الثلاثاء فوق منصة في أحد الفنادق الفخمة في الإمارة الطامحة لأن تصبح عاصمة للأزياء.
وعرضت في الأمسية الأولى أعمال للأردني الكندي رعد حوراني المعروف بأزيائه المصممة للجنسين، وللفلسطينية الأمريكية جنان فيلات مصممة أزياء الرجال المقيمة في أركنسو، ولدار أزياء ماركيزا التي تتخذ في نيويورك مقرا لها.
وسار بداية عارضو وعارضات الأزياء مرتدين تصاميم حوراني الموحدة للجنسين وبينها القمصان والسترات القطنية السوداء الطويلة، قبل ان تسلم المنصة إلى رجال المصممة فيلات من دار أزياء "بركات بيسبوك"، حفاة.
واسبوع الموضة هذا يشكل المنصة الوحيدة عالميا لعرض تصاميم "الكوتور الجاهزة" (ريدي كوتور)، وهو نمط في الأزياء قدمه للمرة الأولى عام 2014 مجلس الأزياء العربي الذي ينظم هذا الأسبوع ويضم ممثلين للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وبحسب المنظمين، يجمع هذا النمط التصميمي ما بين الأزياء الجاهزة والأزياء الراقية، ويركز على ملابس مصممة ومنفذة بمعايير الأزياء الراقية إلا أنها تتوافر في الأسواق بمقاسات مختلفة. ولاقى ذلك رواجا لدى السيدات العربيات الباحثات عن التأنق بشكل يومي.
ومع أن هذا النمط يثير سخط بعض كبار دور الأزياء، قال حوراني لوكالة فرانس برس بعيد انتهاء عرضه "التصميم ملك للجميع".
وحوراني أول مصمم ازياء مختلطة يدعى الى غرفة نقابة مصممي الأزياء الراقية في باريس، وقد اختير العام 2010 من قبل آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة "فوغ"، والصحافية الإيطالية الراحلة المتخصصة في مجال الأزياء فرانكا سوزاني رئيسة تحرير النسخة الإيطالية من "فوغ"، لعرض تصاميمه في ميلانو.
ويقف حوراني في صف مصممين ودور أزياء معروفة، بينها "بربري"، لتطوير نظام عرض الأزياء التقليدي عبر إتاحة الفرصة للجمهور لشراء التصاميم الراقية مباشرة، وتقصير الجدول الزمني الموضوع للحصول على التصاميم التي تعرض على المنصة والذي عادة ما يطول لأشهر.
وشدد حوراني على أن أزياءه الموحدة لا تهدف إلى "تأنيث الرجال، أو جعل النساء أقل أنوثة"، مضيفا "الهدف هو الدمج والوصول إلى تصميم صاف وموحد".
جرأة وأناقة
في المحطة الأخيرة من الأمسية، خرجت عارضات دار ماركيزا إلى المنصة على وقع الموسيقى والأضواء الساطعة، بينما استمر الحاضرون في التقاط صور بهواتفهم النقالة حتى بعيد مرور دقائق على بدء العرض.
ولاقت أثواب الدار المزركشة بالأزرق والزهر وألوان أخرى، وبالورود أيضا، استحسان الحاضرين الذين تابعوا بحماسة العارضات وهن يقدمن التصاميم الخاصة بموسم ما قبل الخريف.
وقالت مؤسسة الدار المصممة جورجينا تشابمان لوكالة فرانس برس "لطالما كان لدينا قاعدة زبائن قوية هنا، واعتقد أن السبب يعود إلى تقدير النساء العربيات ونساء الشرق الأوسط للموضة".
وأضافت إن المرأة العربية والمرأة الشرق أوسطية بشكل عام "لا تخاف أن تجرب، أنها جريئة وفاتنة وأنثوية وفخورة بذلك".
وفي أسبوع الموضة العربية في دبي، ليست تصاميم المرأة وحدها التي تتسم بالجرأة.
وقالت فيلات لوكالة فرانس برس بين عارضي الأزياء الرجال الذين وضعوا أحمر شفاه ذهبي أو فضي "إنها المرة الأولى التي نشارك فيها في حدث دولي. علينا أن نصمم الملابس بطريقة مختلفة قليلا للشرق الأوسط، وأنا سعيدة أن أتقرب من جذوري".
ويهدف "أسبوع الموضة العربي" لجعل دبي في مصاف عواصم عالمية للموضة مثل باريس ونيويورك، وجذب الباحثين والباحثات عن أناقة الموضة.
وتنتشر على نطاق واسع في دبي متاجر التسوق الضخمة التي تستقطب نسبة كبيرة من السياح الذين يزورون الإمارة بأعداد متزايدة كل سنة. وتجاوز عدد السياح في دبي 14,9 مليونا في 2016.
وقال حوراني "هناك ضوابط أكبر في الشرق الأوسط، لكنني أرى هنا نساء أكثر حرية وتطورا. الجمهور هنا يتفهم تصاميمي، نساء ورجالا، وأشعر أنني في المكان المناسب".