من أروقة المدينة المقدسة كانت بداية مشوارها في عالم الأزياء، إذ أخذت على عاتقها في مشوارها هذا حمل رسالة مقدسية إلى العالم، فدمجت في أزيائها بين فخامة الماضي وعصرية الحاضر. المصممة منال أبو سبيتان تحدثت لفوشيا عن مشوارها وتصاميمها تلك، فقالت:
"انطلقت في رحاب عالم التصميم من المنزل منذ أن كنت طفلةً صغيرة، حيث كنت أصمم ملابس ألعابي، وكنت أهوى تصميم الأزياء، وتغيير تصميم الملابس القديمة وتجديدها لتظهر بشكل عصري جميل مختلف، وكانت أعمالي تلقى إعجاب عائلتي وكل من يراها، وساعدني أكثر مجال دراستي، حيث انني درست الفنون وتنسيق الزهور، ما أضاف اللمسة الجميلة والذوق العالي لتصاميمي، ومن هذا المنطلق قررت إكمال دراستي في تخصص تصميم الأزياء، الذي فتح لي الباب للانطلاق بشكل رسمي في عالم الأزياء.
وعن حلمها تخبرنا "منال " كان حلمي أن تكون انطلاقتي بأول عرض للأزياء من مدينة القدس، وبالفعل باشرت بالإعداد والتجهيز لذلك، فعمدت إلى أن تحمل أزيائي في ثناياها رسائل خاصة عن القدس، ‘إضافة الى دمج الثقافات التي أثرت في التاريخ الفلسطيني كالثقافة العثمانية.
وكانت افتتاحية العرض بثوب خاص مطرز بأبيات شعر للشاعرة رانية حاتم حيث عمدت إلى إرسال رسالة من خلال كلماتها وتلك الكلمات لها حكاية خاصة تحكيها لنا منال.
ففي يوم حفل توقيع كتاب الشاعرة رانية حاتم، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع إقامة هذا الحفل، فما كان من الشاعرة إلا أن وقفت في شوارع القدس فقالت كلماتها الشعرية "يا قدس حدثينا متى لنصر سيأتيك ويأتينا.. يا قدس حدثينا متى سنحصد الأرض تحت أقدام المجرمينا". وقد أثرت بي تلك الكلمات لتظل عالقة في ذهني وأقوم بتطريزها على قطعة قماش وأدمجها في أزيائي لتكون رسالة من الرسائل التي تحملها تلك الأزياء.
وفعلاً تم تصميم الثوب وقد أحاطت تلك الكلمات "تطريزات" من كل مدينة فلسطينية، ليكون ثوباً فلسطينياً بامتياز، وقد أثار هذا مشاعر وأحاسيس كل من رأى الثوب وقرأ ما نقش عليه من كلمات، ما شجعني على المضي بفكرة دمج أبيات الشعر الفلسطينية المكتوبة بالخط العربي الواضح في أزيائي، فاعتمدتها في ثلاثة تصاميم وهي الثوب، والعباءة المغطاة بالشيفون، وفساتين المناسبات المختلفة التصاميم.
وبخصوص الثوب العثماني الفلسطيني وفكرة تصميمه "تخبرنا منال"، والذي كان أيضا ً ضمن الأزياء التي لاقت إعجاباً باهراً خلال العرض، ففكرة تصميمه جاءت من مبدأ دمج الثوب العثماني بالتراث الفلسطيني، حيث أنني أحببت أن أدمج الفخامة العثمانية التي اتسمت بها أزياء سيدات القصور، والتراث الفلسطيني العريق الذي تميز به الثوب الفلسطيني، فخرجت بفستانٍ كان عبارة عن لوحة فنية أبهرت الجميع بفخامتها وعراقتها المتميزة، وبالرغم من التكلفة العالية في تصميمه إلا أن الفتيات أحببنه ورغبن به وأصبح مطلباً لمناسبات الأعراس والحفلات الخاصة.
تصميمي لأزياء الفرح أخذ طابعاً خاصاً أيضاً "تضيف منال"، حيث حاولت أن أعطي كل فتاة أو عروس خصوصية لثوبها لتتميز به عن غيرها، فكانت فكرتي أن أدمج ما بين الفستان العصري والتراث الفلسطيني، فخرجت بمجموعة مميزة، فعلى سبيل المثال قمت بتطريز التراث الفلسطيني على ثوب الزفاف الأبيض بتنسيق ألوان التطريز لتتناسب واللون الأبيض، حيث استخدمت الخيط الفضي اليوناني مع الليرات العثمانية الفضية التي زينت طرحة الفستان، ودمجت في تطريز النجمة الفلسطينية مضاءة بالكرستال، فخرجت بفستان زفاف عصري بلمسة تراثية فلسطينية، وكان هذا الثوب المميز هو مسك ختام عرض الأزياء.
وعن رسالتها تقول منال: "عالم التصميم هو رسالة وترجمة لعادات وتقاليد المصمم، وأنا قمت بترجمة وجع ومعاناة مدينة القدس، ونقلت رسالة منها إلى العالم من خلال أزيائي، التي سأستمر في المضي بها حتى تبلغ المراد.