ثقافة

21 سبتمبر 2016

عجوزان رومانسيان .. في حضن الطبيعة منذ 50 عاماً

انتقل عروسان صينينان إلى كهف منعزل في الريف القريب من مكان اقامتهما في شمال شرق اقليم سشوان، على أمل أن يغادرانه حالما يعثران على بيت عادي ، بيد أنهما لايزالان يعيشان في عش الزوجية الغريب نفسه منذ 54 عاماً.

 



وكان ليانغ زيفو، 81 عاماً، و لي سوينغ، 77 عاماً، عثرا على الكهف بعد ثلاث سنوات من زاوجهما، وقررا اتخاذه بيتاً لهما بعد ما عجزا عن ايجاد بديل مناسب للعائلة الصغيرة. وفي السنوات الاولى عاشت إلى جانبهما في الكهف نفسه ثلاث عائلات أخرى لم تلبث أن تركتهما، كما هجر الكهف أولادهما الاربعة حين صاروا في عمر ساعدهما على بدء حياة جديدة في مكان آخر.

متمسكان بالكهف



أما العجوزان فقد اعتادا حياتهما في الكهف بعد أكثر من نصف قرن، ولم يعودا يرغبان بتغييره، بالرغم من المحاولات التي بذلت لاقناعهما بمغادرته لانهما يعتقدان أنهما لن يشعرا بنفس القدر من الراحة والهدوء في أي مكان آخر. كما أنهما تعبا على امتداد سنوات عدة لجعله مقراً مناسباً لهما ووفرا له كل ما يحتاجان اليه للعيش على نحو مقبول،ولايستطيعان الان أن يتخليا عن ثمرة هذا التعب الطويل ويرحلان.

اكتفاء ذاتي



والكهف الذي قضى فيها العجوزان كل حياتهما، مؤلف حالياً من ثلاث غرف نوم بالاضافة الى مطبخ وغرفة معيشة. وقد حولا جزءاً من السطح إلى حقل صغير يزرعا فيه كل أنواع الخضروات والنباتات التي يحتاجان اليها، كما يريبا بعض الحيوانات الداجنة لتناول اللحم بين فترة وأخرى. وهناك بئر بالقرب مدخل الكهف يزودهما بالماء النظيف للشرب، وتتوفر لديهما الكهرباء ايضاً في بيتهما الغريب هذا.

ويعتبر الزوجان أن بيتهما أفضل بكثير من البيت العادية من نواحي عدة، فها أكثر برودة خلا ل الصيف واشد حرارة في الشتاء. ويؤكدان أن الشيء الوحيد الذي يفتقدان اليه هو وجود الاهل والاصدقاء من حولهما، موضحين أنهما يشعرا أحياناً بالوحدة ولاسيما بعدما غادر أولادهما الاربعة الكهف ليبنوا حياتهم في أمكنة أخرى.

على طريقة الشعراء والفنانين



ولم يتضح كيف يقضي العجوزان أوقات فراغهما وما إذا كانا يمارسان اي هواية فنية، فهذه الرغبة بالعيش في حضن الطبيعة، تميز عادة الرومانسيين من الشعراء والفنانيين ممن طلبوا الراحة والهدوء بعيداً عن المدينة وصخب حياتها لان العزلة هناك تطلق العنان لخيالهم ويفتح أمامهم أبواب الابداع.

وعلى أية حال، من يعرفون المناطق التي وصلت اليها الحداثة في آسيا، ولاسيما مدن الصين وسنغافورة وهونغ كونغ، على سبيل المثال لا الحصر، سيقدروا على الارجح رغبة العجوزين بالبقاء بعيداً عن المدينة المزدحمة التي تكاد كل بناية فيها تبدو كقرية يعيش سكانها فوق بعضهم البعض.