لماذا ترتفع أسعار تذاكر الحفلات في مصر؟ المتخصصون يجيبون
لماذا ترتفع أسعار تذاكر الحفلات في مصر؟ المتخصصون يجيبونلماذا ترتفع أسعار تذاكر الحفلات في مصر؟ المتخصصون يجيبون

لماذا ترتفع أسعار تذاكر الحفلات في مصر؟ المتخصصون يجيبون

حفل تلو الآخر وسط جمهور ضخم يملأ المدرجات تارة ويقف أمام المسرح تارة أخرى، وكل هذا يصحبه جدل كبير بشأن ارتفاع أسعار تذاكر حفلات النجوم سواء في الساحل الشمالي أو غيرها من الأماكن التي تستقبل نجوم الغناء في مصر.

ولكن في موسم الصيف الجاري كان عمرو دياب وكاظم الساهر وروبي وويجز وغيرهم محط أنظار واهتمام الجمهور؛ لما تمثله أسعار تذاكر حفلاتهم من ارتفاع كبير، ورغم الجدل والاعتراض نرى الجمهور يضرب مواعيده مع تلك الحفلات حاضرا بقوة.

ومع ما تشهده أسعار تذاكر حفلات نجوم الغناء من ارتفاع، حاولنا رصد الأسباب وراء ذلك، وما إذا كان الأمر هو ارتفاع أجور النجوم أم تكلفة إنتاج الحفلات كي تظهر بشكل جيد للجمهور، أم أن المتعهدين هم من يقفون وراء ذلك؟ خاصة حفلات الساحل الشمالي التي واكبها ارتفاع أسعار ضخم في المحال التي تخدم مرتادي تلك الأماكن.

يقول المايسترو والملحن هاني شنودة، إنه طالما وجد الجمهور الذي يدفع ثمن التذكرة المرتفعة فلن يكون هناك ما يدعو لتخفيضها، مبينا أن المسألة عرض وطلب، ومن يجعل المتعهد يتربح أكثر والنجوم يرفعون أجورهم هم من يُقبلون على الحفلات، مشيرا إلى أن  ليس كل النجوم يستطيعون إحياء حفلات غنائية في الساحل، بل يتم التركيز على النجوم الكبار فقط.

وأشار هاني شنودة، إلى أنه لا يعتبر الجمهور سببا مباشرا في ارتفاع الأجور، بل إن الأمر يعود إلى العرض والطلب، ضاربا مثلا بمن يبيع كيلو برتقال بقيمة 10 جنيهات فلو وجد من يدفع تلك القيمة سيظل على ما هو عليه، ولو وجد رفضا سيضطر لتخفيض قيمته.

وأوضح أن الجمهور لو أراد أن يشاهد نجما كبيرا في حفل، ولديه من الأموال، ويرغب في دفع المقابل فلا مانع من ارتفاع أسعار التذاكر.

وأرجع هاني شنودة، السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات إلى المتعهدين الذين لديهم الحرية الكاملة في وضع الأسعار، وبالتالي يجدون جمهورا يدفع ما يعرضونه، وهو ما يجعلهم يستطيعون دفع أجور النجوم.

ولفت إلى أن وزارة الثقافة تساهم في تنظيم حفلات غنائية على قدر إمكانياتها، حيث نجد تذكرة حفل المطربة منى عجيب التي جاءت من سويسرا لإحياء حفل غنائي في الإسكندرية بقيمة من 60 جنيها وحتى 150 جنيها؛ وذلك لأن تلك الحفلات تابعة للدولة.

من جانبه؛ شدد المايسترو والناقد الدكتور رضا رجب، على أن ارتفاع أجور النجوم هو السبب الرئيسي وراء أزمة ارتفاع أسعار التذاكر، يليها ما يقوم به متعهدو الحفلات الذين لا يرفضون مطالب أي نجم، فيساهم في فرض ما يرغب بتحقيقه بشكل مبالغ فيه، بدءا من عمرو دياب، مرورا بأنغام وأصالة ونوال الزغبي وشيرين عبدالوهاب وكاظم الساهر، وصولاً إلى أحلام وعبدالله الرويشد وماجدة الرومي، وغيرهم حيث يتابعون الأجور بشكل مستمر، وكلما رفع أحد النجوم أجره يفعلون مثله.

وبين رجب أنه لا وجود للرقابة على أسعار تلك الحفلات؛ ما يجعل المتعهدين يرفعون أسعار تذاكر الحفلات ما يريدون، إضافة إلى أن جمهور الساحل والعلمين ومرسى مطروح يدفعون المقابل المادي المطلوب منهم في أي احتياجات، بدءا من زجاجة المياه، والإقامة في الفنادق التي وصلت إلى مليون جنيه لمدة خمس أيام، مشيرا إلى أن النجوم هم السبب المباشر في الأزمة.

وعقّب رضا رجب أن المتعهدين بمثابة "تجار"، حيث يرون أنفسهم مستثمرين يرغبون في تدوير أموالهم، مستدلا على حديثه بأن أجور النجوم هي السبب، أن حفلات الزفاف حاليا يحييها مطربو المهرجانات الشعبية أمثال: حمو بيكا، وحسن شاكوش، وعنبة، والذين يطلبون أجورا من 70 ألف جنيه وحتى 120 ألف جنيه، بعد أن كان كل منهم يحيي الحفل بقيمة 15 و20 ألف جنيه.

وأوضح رجب أنه لا مجال للقضاء على تلك الظاهرة، وستظل أسعار تذاكر الحفلات في ارتفاع؛ لأن رفع أسعار تذاكر المنتجات التي يحتاجها المواطنون لن تنخفض مرة أخرى، منوها بأن روبي لا تستحق أن تكون تذكرة حفلها بقيمة 35 ألف جنيه، معلقا: "هذا أمر لا يصدقه عقل"، خاصة أنها ليست مغنية كما أنها فشلت كممثلة حسب تعبيره.

ولفت إلى أنه لا حلول في تلك الأزمة؛ لأنه ليس معروفا من يُقبل على تلك الحفلات، ومن هم الذين يُقْدمون على شراء الفلل والشاليهات بأسعار مرتفعة للغاية.

بدوره علق الموسيقار والناقد حلمي بكر، أن ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات يعود إلى ارتفاع ضريبة الملاهي، وهو ما يضطر النجوم إلى رفع أجورهم؛ وبالتالي لا بد من إيجاد أصوات جديدة تأخذ إعفاء من الضريبة أو خصم؛ وذلك لتنشيط مجال الغناء كي لا ينتهي وبعدها لن نجد المطرب المرتفع أجره أو الأقل أجرا، منوها إلى أنه يمكن القضاء على ظاهرة ارتفاع أسعار التذاكر قبل فوات الأوان.

في السياق ذاته؛ أشار منصور هندي، رئيس لجنة العمل في نقابة المهن الموسيقية أن النقابة لا دخل لها في ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات؛ لأنها تقوم بتحصيل ما تقرره من نسبة وفقط، مردفا أن كل نجم له التسعيرة المحددة له، ولا يهم ما يحدث فيما بعد.

في حين أكد المستشار القانوني للنقابة سعد المتولي أن الأمور تعود إلى مسألة العرض والطلب، ومن يرغب في حضور حفل ما يدفع مقابله تذكرة.

بينما أكد مصمم المسارح ومتعهد الحفلات الشهير تامر فوزي، أن ارتفاع أسعار تذاكر الحفلات لا يتوقف على المتعهدين وأجور النجوم فقط؛ بل لارتفاع الخدمات في مصر، وكذلك الحال بالنسبة للتجهيزات الخاصة بإنتاج الحفلات، ووسائل المواصلات، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يتم رفع سعر التذكرة.

وأضاف فوزي أن أجور النجوم والمتعهدين، وتكلفة إنتاج الحفلات جميعها أسباب مكملة لبعضها.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com