عادت الفنانة السورية صباح السالم بعد 15 عاما، للظهور إلى العلن بقصتها وسرّ غيابها الطويل والمفاجئ، بعد غياب لأعوام طويلة عن الشاشات دون معرفة الأسباب بالتفاصيل.
وفي لقاء خاص مع موقع "فوشيا" شرحت السالم ظروف غيابها سنوات طويلة جدا، بدأتها لعدم رغبتها العيش ضمن الوسط الفني لأسباب اعتبرتها أنها لا تناسبها، وشروط لم تكن جيدة، مكتفية بالعمل بمهنتها ودراستها كصيدلانية.
لكنها فيما بعد وقبل ما يقارب الأعوام الستة، دخلت السالم منعطفا كبيرا في حياتها إبان حبسها بسبب جرم التعاطي.
ودار معظم الحديث حول الجوانب الإنسانية، والاجتماعية، وما الذي يمكن أن يغيره الزمن، وتفعله الظروف مع أي إنسان يمرّ بمراحل مختلفة، وغير متناسبة متنقلا بين شخصية شهيرة، تستحوذ على نجومية ومحبة لدى الناس، وبين حالة إدانة بسبب لحظات عصيبة مرّت بها النفس البشرية فلم تستطع أن تواجه إلا عبر دروب مختلفة ربما يكون بعضها غير قانوني.
وانطلاقا من المحور الرئيس وهو الإنسان أكدت السالم أنها اختلفت في ظل السنوات الفائتة عما كانت عليه سابقا، وذلك من ناحية الشكل والمضمون، مبينةً أنها كانت سابقا متصالحة أكثر مع ذاتها، وتعيش بصدق وحب كبير مع الناس.
وأضافت أنها دخلت إلى السجن في عام 2014، واستمر ذلك لسنوات طويلة وخرجت قبل أشهر قليلة، معتبرة هذا أحد اسباب غيابها، بينما تغيبت بإرادتها قبل حادثة السجن لأسباب صحية في بعض الأحيان، كما أن الوسط الفني تعامل معها بسلبية على حسب تعبيرها؛ ما عزز رغبتها بهذا الغياب.
وعن سبب التعاطي وما دفعها نحو ذلك رغم مستواها الفكري والجمالي وشهرتها في مجال الفن، قالت السالم إنها تعاطت بدون قصد لذلك حاولت أن تتعالج ودخلت إلى المستشفيات من أجل ذلك، مشيرةً إلى أنها عندما كانت تصل إلى حالة نفسية متأزمة وجدت في التعاطي ملجأً لها، رافضة أن تسمي ذلك ضعفا، معتبرة أن الإنسان أحيانا يصل إلى درجة من الألم النفسي تمنعه من الصمود..
وعن محاولاتها في التواصل مع الوسط الفني بعد خروجها من السجن، أوضحت أن عددا من الفنانين تواصلوا معها عند سماعهم بما حدث معها وشكرتهم على ذلك، لكنها لم تكن سعيدة بسؤالهم، موضحةً أنه لم يضف لها شيئا. مبينة أنها بحاجة لمن يقف إلى جانبها ماديا ومعنويا، وبحاجة إلى من يقدم لها عملا تكمل به مسيرتها بعد زمن من الانقطاع. واصفة وضعها العام والمادي بـ "تحت الصفر"..
وأبدت السالم استعدادها ورغبتها في العودة إلى العمل وعدم تخوفها من تلك الخطوة؛ لأنها تمتلك القدرة على مواجهة كافة الظروف، موضحةً أنها لم تقبل بالاختفاء بعدما تعرضت له؛ لأن الإنسان لا يتخفى وراء إصبعه.
وأضافت أن حماستها وشغفها حيال مهنتها لم يعودا كسابق عهدهما، والسبب في عودتها هو حاجتها للعمل ورغبتها في التواجد على الساحة الفنية ماديا ومعنويا، لعدم قدرتها على العيش عاطلة عن العمل.
وعلى صعيد العائلة قالت إنه بعد وفاة والديها والتفات أخوتها لأسرهم لم يبقوا كالسابق يساندون بعضهم، ولكن تجمعهم علاقة الحب والاحترام فيما بينهم، مشيرةً إلى أنه مع تقدم العمر تزداد الاهتمامات والضغوطات ويخفّ وهج العلاقات الاجتماعية.
وختاما قالت إنها نادمة؛ لأنها أهملت "صباح" على صعيد المظهر الخارجي ولم تحبها بالشكل المطلوب، لكنها حافظت على مبادئها ومضمونها الداخلي من محبة وطيبة، كما أنها باتت اليوم أقل ثقة في الناس المحيطين بها.