لا يزال الجدل مستمرا حول فيلم "أصحاب ولا أعز"، الذي تعرض لسيل من الانتقادات والهجوم على مواقع التواصل مع انطلاق عرضه على شبكة نتفليكس.
وتقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام في مصر، ضد الفنانة منى زكي وصناع العمل بتهمة نشر الفسق والفجور والترويج للمثلية.
وأكد الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ"فوشيا" أنه قد شاهد الفيلم، ولكنه لا يرى فيه شيئا مما يتردد من ضرب القيم والتقاليد وغيرها من العبارات الزاعقة والمتجاوزة، وردود الأفعال المبالغ فيها، ومشيرا إلى أن أغلب من قاموا بمهاجمة العمل لم يشاهدوه بالفعل وإلا كانت ستختلف آراؤهم كثيرا.
وبشأن البلاغ الذي قدم ضد العمل وصناعه، قال: "كلام فاضي، وشيء مثير للدهشة، لأن الفيلم لم يؤيد على سبيل المثال المثلية الجنسية التي هي بالفعل موجودة، بل على العكس كان هناك سخرية من الأمر داخل الأحداث، وفي الواقع لا أرى سوى أن هناك ثورة قامت ضد عمل فني، هو في الحقيقة يخلو من الاتهامات والانتقادات التي طالته".
وتطرق الناقد الفني لبعض التفاصيل الخاصة بالعمل، قائلا: "الفيلم تدور أحداثه داخل مجتمع لبناني، وناقش العديد من القضايا المسكوت عنها، ومنها على سبيل المثال أن بعض العائلات تسمح للفتيات بعد تجاوزهن عمر الـ18 عاما بأن تكون لهن حياتهن الخاصة ويخترن ويقررن، ويدخلن في علاقات، وهنا لا نتحدث عن الصح والخطأ، أو الحلال والحرام، ولكن نتحدث عن الواقع أو اللا واقع، وهذا الواقع موجود في العالم وفي عدد من الدول العربية ولكن لا يتم الإعلان عنه".
واستنكر طارق الشناوي، الهجوم على الفنانة منى زكي، بعد مشهد خلع ملابسها الداخلية، قائلا: "المشهد لا يستحق كل هذا الجدل المثار حوله، ولم نرَ فيه شيئا يخدش الحياء أو يثير الغرائز، كما لم يظهر شيء من جسدها، مثل مشاهد أخرى نرى فيها الفنان يتخلص من ملابسه أمام الكاميرا ويظهر عاريا، ولكن هذا المشهد كان يشير فقط لمكونات وتركيبة الشخصية وهو أمر حسي يعبر عن أنها تحب التحرر والحرية والتمرد".
ودافع الشناوي، عن منى زكي، قائلا: "فنانة موهوبة جدا، وقدمت الدور بكل تفاصيله وأرى أنها تعرضت للظلم بالانتقادات التي طالتها، وأعتقد أن هذه المشكلة تعود للصورة الذهنية المسبقة لها، بكونها عنوانا للسينما النظيفة، وهي في الحقيقة بداخلها حالة من التمرد، وعندما تجد الفرصة تعلن عن نفسها، وكان هذا واضحا عندما قدمت فيلم "احكي يا شهرزاد"، وأيضا مسلسل "أفراح القبة" والذي تحررت فيهما من التابوهات الثابته عنها".
واستكمل: "الممثل قوته في قدرته على التحرر، ومنى زكي بداخلها طاقة كبيرة ورغبة في التحرر من حصرها في شكل معين، ولكن للأسف القوانين التي تحرك الدراما تقتل كل المواهب تحت شعار السينما أو الفن النظيف".
وتعرض فيلم "أصحاب ولا أعز" لانتقادات وآراء متباينة من قبل الجمهور على السوشال ميديا منذ انطلاق عرضه، ويشارك في بطولته عدد من النجوم أبرزهم، منى زكي، وإياد نصار، ونادين لبكي، وعادل كرم، ودياموند بو عبود، هو من تأليف فيليبو بولونيا، وإخراج وسام سميرة، وإنتاج شبكة نتفليكس.