أخبار المشاهير

19 مايو 2016

أطفال "ذا فويس كيدز" بين الشهرة والاستغلال

على الرغم من كل التأكيد الذي أطلقته إدارة برنامج "ذا فويس كيدز" بأنها لن تستغل أطفال البرنامج، وعلى الرغم من جميع التصريحات التي أُعلن فيها أن الأطفال سيكونون بأمان من مخاطر الشهرة والإغراءات المادية والمعنوية، إلا أن المسؤولين عنهم أعلنوا إقامة مجموعة من الحفلات الكبيرة والضخمة، وأُعلنوا أيضاً عن مشاركة أطفال البرنامج بأكثر من مهرجان، هذا بالإضافة إلى أن البعض منهم سيدخل أو دخل بالفعل معترك التمثيل.
ومن يلاحظ تصرفات أطفال "ذا فويس كيدز" ممن وصلوا إلى المرحلة النهائية تحديداً يلاحظون أنها تبدلت عن السابق، وأن البعض منهم يتعامل مع الصحافة والناس والجمهور على أساس أنهم نجوم كبار في الوطن العربي وليس كأطفال عاديين، وهذا بحد ذاته خطركبير يعانى منه الكثير من نجوم اليوم ممن بدأوا حياتهم الفنية في الغناء وهم صغار والأمثلة كثيرة.
وعذراً بأننا لم نصدق كثيراً قصة إقامة الحفلات فقط لنشر الفرح والسعادة، ولو كانت المهرجانات كبيرة وتقام بأوقات مبكرة إلا أن هؤلاء الأطفال يعيشون تحت الأضواء وبطريقة مبهرة جداً وخطيرة، ولا نظن بأن من يقيم هذه المهرجانات لا يبغي الربح المادي منها وهذا حقه طبعاً فكل عمل يقوم به الإنسان هدفه الربح وإلا لماذا يقوم به؟
ولا نظن بأن أهالي هؤلاء الأطفال يقبلون بمشاركة أولادهم الحفلات والمهرجانات الكبيرة والسفر والتنقل هنا وهناك بغياب المردود المادي، وإذا لم يكن الهدف الربح المادي فما هو سبب إقامتها؟
إذاً، أسئلة تطرح نفسها بقوة مقابل تأكيد المسؤولون ووعودهم بعدم استغلال هؤلاء الأطفال، وهذا ما طلبه أيضاً الفنان كاظم الساهر عندما طالب بعدم مشاركتهم في الحفلات والمهرجانات والسهرات خصوصاً الليلية منها.
"ذا فويس كيدز" برنامج لاكتشاف المواهب حصل على نجاح منقطع النظير من دورته الأولى خلال عرضه عبر شاشة الـ mbc، وحاز على نسبة متابعة تخطت كل البرامج الأخرى الكبيرة والضخمة لاكتشاف المواهب في الوطن العربي.
الأطفال فرحين بما يعيشونه صحيح وفرحين بما يكتشفونه ويختبرونه، ولكن وبحسب رأيي ورأي الكثيرين كان يجب أن تقف الأمور عند حدود انتهاء البرنامج على الهواء على الرغم من أن بعض هؤلاء الأطفال يشاركون في السهرات والغناء في المطاعم الليلية حتى قبل مشاركتهم في البرنامج المذكور.
هؤلاء الأطفال شئنا أم أبينا، يعيشون حياة غير طبيعية وغير اعتيادية ولا تشبه الحياة التي يعيشها من هم بعمرهم وهي طبعاً ستؤثر سلباً على حياتهم، اعترفنا بهذا الأمر أو تجاهلناه أو غضينا النظر عنه لأسباب وأسباب.