قصة "هدايا حليمة بولند".. مسرحية أم جريمة؟‎
قصة "هدايا حليمة بولند".. مسرحية أم جريمة؟‎قصة "هدايا حليمة بولند".. مسرحية أم جريمة؟‎

قصة "هدايا حليمة بولند".. مسرحية أم جريمة؟‎

خطّت الجهات السعودية المختصة نهاية قصة هدية حليمة بولند بعدما حولتها إلى القضاء عقب القبض على 3 رجال بدعوى أنهم اصطنعوا القصة التي حولتها حليمة إلى شعلة متحركة على السوشال ميديا.

فإن ما سيتبقى من هذه الشعلة هو الرماد الذي يستحق أن يتولاه ذوو الاختصاص بالبحث والتحليل، ومحاولة أخذ الدروس لمعرفة أين أخطأ كل واحد من الذين شملتهم الزوبعة، ابتداءً من حليمة إلى الرجال العابثين، وانتهاءً بتحليل سيكولوجية ما يحدث على السوشال ميديا.

"فوشيا" استطلعت آراء بعض أصحاب الاختصاص في السعودية وكان لهم آراء في القصة تستحق التمعّن:

دكتورة فضيلة العوامي

أخصائية الطب النفسي الدكتورة فضيلة العوامي، عدّت ما حدث مع بولند مسرحية هزلية بدأت برفع الستار عن علبة عطور فاخرة لم يرغب من أحضرها الإفصاح عن اسمه، إلا أنه في اللحظة ذاتها أفصح عن سعرها بكل بساطة، ودون أن يسأله أحد، كاشفاً سعرها الخيالي وهو 3 ملايين ريال.

وقالت لـ "فوشيا": إن حُمى الهدايا والتسول الإلكتروني قد أعمى بصر الكثيرات من مشاهير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما يدعو فنانات شهيرات إلى شراء الهدايا لأنفسهنّ وتصويرها على أنها من المعجبين، لتحصل على المزيد من المال والهدايا. موضحة أن هناك من ينتهج نهج هؤلاء الشهيرات وبذات الأسلوب.

ومهما بلغت مكانة المرأة الاجتماعية إلا أن عاطفتها قد توقعها رهينة عمليات النصب والاحتيال باسم المال وبكل سهولة كسباً لودّها ورضاها، بحسب العوامي.

وعن العبارة المكتوبة على الهدية "أجمل جميلات الكون تحت رجلها جارية"، تساءلت العوامي عمّا كان يدور في عقل من كتبها، أو من أيّ عصر هو آتٍ، كما لم تصنفه من ضمن الرجال، إذ ليس من الشهامة ولا الرجولة ما أقدم عليه، كما أساء لنفسه ولسيدات وطنه بما فعل.

وكان يجدر بالإعلامية أن لا تنشر الفيديو لمجرد رأت تلك العبارة، ولكنها بتلك الخطوة أكدت على فراغها الداخلي. فكيف تقبل امرأة أن تُكتب لها عبارة مهينة لجميع بنات جنسها وكأننا نعيش في عصر الجواري والعبيد، تساءلت العوامي.

الدكتورة سحر كامل رجب

المستشار النفسي والأسري دكتورة سحر رجب استغربت القصة أساساً، بقولها: "من غير المعقول أن يزجّ رجل سعودي بثلاثة ملايين لسيدة لمجرد أنها إعلامية".

وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على زيف وخداع وجنون الشهرة التي تقوم بها بولند بلا طعم.

وأما عبارة: "النساء تحت أقدامها جواري"، فأبدت استياءها منها. وقالت: "ما تعلمتْه من خلال تجاربها الذاتية وخبرات السنوات المنصرمة أنه إذا قدم أحد شيئاً فلا بد وأن يكون له مقابل، فماذا قدمتْ أو ستقدم هذه الحليمة؟". وطالبتها بالرد الواضح والواقعي على هذا السؤال الوجيه.

الكاتب أحمد عجب

الكاتب السعودي أحمد عجب، أشار إلى أن قبول بولند لهدية من رجل لا تربطها به أي قرابة أو علاقة تعاقدية، ليس إلا لهدف الإساءة لها والإيقاع بها.

وأكد أنه ووفق ما تناقلته وسائل الإعلام عن إلقاء الأجهزة الأمنية السعودية القبض على من يقف خلف هذه العملية، تبيّن حقيقة الهدية والتي ما هي إلا صناديق عطور رديئة سعى من خلالها المتهمون إلى إيهام بولند بأن الهدايا من جهات رسمية، طمعاً في استغلال ذلك بصورة سيئة لمآربهم الشخصية.

وأضاف: بهذا تكون الإعلامية قد وضعت نفسها في موضع لا تحسد عليه؛ فالكبرياء والتعالي الذي ظهرت عليه خاصة وهي تشير للعبارة المكتوبة على الهدية انقلب كله ضدها، بعد أن اتضح بأنها لم تكن سوى ضحية.

وباعتقاد عجب، فإن تلك التجربة المخجلة التي مرت بها بولند سوف تكون درساً قاسياً لها وعبرة لأقرانها من مشاهير السوشال ميديا الذين أرهقوا أبصارنا بالمقاطع السريعة المستفزة للمشاعر، والتي غالباً ما تؤلب الرأي العام دون أن يوقفهم أحد عند حدهم، حسب تعبيره.

 

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com