اقتحام عالم الفانتازيا في عمل درامي رمضاني تحد لم يتردد في خوضه النجم يوسف الشريف هذا العام من خلال مسلسل "كفر دلهاب"، ليؤكد لجمهوره أن الاختلاف والمغامرة من أسباب النجاح، ومن متطلبات النجومية.
ورغم أن المسلسل يعرض على قناة واحدة فقط، إلا أنه يحقق نسبة مشاهدة عالية على اليوتيوب، حيث أن الأرقام تتعدى المليون مشاهدة في اليوم الواحد، ما يؤكد أن النجاح لا يتوقف من أجل معايير تسويقية.
كما يحظى العمل بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يراه مشوقاً وخارجاً عن المألوف، أو أنه يكسر روتين الدراما الكلاسيكة التي تعوّد عليها المشاهد.
وتدور أحداث المسلسل في قرية مسحورة تدعى "كفر دلهاب" تصيبها لعنة شيطانية، بعد اغتصاب وقتل إحدى بناتها من طرف أبناء أعيان البلد، لتكثر الأحداث الغريبة والمرعبة غير المفهومة، مما يضطر سكان القرية ومن بينهم البطل الذي يقوم بدوره يوسف الشريف، إلى السعي وراء كشف الحقيقة للقضاء على اللعنة، في أجواء من الغموض والمشاهد المرعبة.
النجاح الذي يحققه "كفر دلهاب" قائم على طاقم العمل ككل، بداية بالقصة وحبكتها، وبعض الإسقاطات التي يحاول المشاهد قراءتها من بين السطور، وصولاً إلى الإخراج وتقنيات التصوير العالية، والتي لم يسبق أن أدرجتها أي دراما عربية من قبل، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي العالي لكل أبطال العمل.
الجدير بالذكر أن البعض انتقدوا مشاهد العمل، واعتبروا أنها مقتبسة من أفلام الرعب الأجنبية، وأنها نسخ لبعض اللقطات خاصة التي تظهر فيها روح "ريحانة" وهي تطارد أهل الكفر، ولكن هذا لا يعيب من قيمة المسلسل، فمحاكاة مشاهد من السينما العالمية، لا يعد انتقاصا من قيمة العمل، بل النجاح هو توظيف المشهد العالمي في عمل بطابع عربي محلي، وهذا فعلا ما يراه المشاهد.
كما نجح العمل كذلك في تحدي الاستمرارية، فبعدما تخلّى أغلب المشاهدين عن متابعة بعض المسلسلات، بسبب الإخفاق في جذب الانتباه من خلال الحلقات العشر الأولى، وبعدما أصابهم الملل من الأحداث المكرّرة والتقليدية، لا يزال "كفر دلهاب" محتفظاً بعنصري التشويق والمفاجآت اللذان تفتقدهما أغلب الأعمال هذا العام.