تجلس رغمًا عنها أمام جهاز تتبع البصر الخاص بها، لتخُطّ لوحات تعبّر عما لا تستطيع التعبير عنه إلا بحركة عينيها، متحديةً ظروف مرضها وكل مَن قال لها "لا لن تقدري".

الإماراتية هدى محمد الكعبي صاحبة الـ29 ربيعًا، فتاةٌ وقفت أمام المستحيل بالمرصاد لترسم شكل الحياة، ووضعت نفسها في مكانة لم يسبقها إليها أحد.

أصيبت هدى بمرض الشلل الرباعي فأفقدها القدرة على الحركة، لكن إرادتها كانت أقوى من الحديد، فعملت على المشروع الذي يمثّل كيانها ويعبّرعن ذاتها، تشارك من خلاله في مختلف المعارض ويتم طباعة لوحاتها على بطاقات ودفاتر للبيع، يتهافت عليها مشجعو أصحاب الهمم العالية.

لم تقف حياة هدى عند ظروف مرضها بل استطاعت اللحاق بقسم التأهيل المهني بمركز العين لتكمل دراستها وتنمي قدراتها، وعرفت كيف تستفيد من التكنولوجيا لتحقق حلمها، من خلال جهاز التتبع البصري، الذي لولاه ما كانت لوحاتها تجوب موطنها.

بدأت هدى العمل على هذا الجهاز الذي هو بمثابة يديها وإحساسها في عام 2017، بعدما تدربت لمدة عام كامل عليه، وأنتجت من خلاله أولى مجموعاتها التجارية التي أطلقت عليها "شعاع الحياة".

وتتلقّى الكعبي دعمًا كبيرًا خاصةً من مدير مركز العين للخدمات الأولية، فقد قال سعود العتيبي في تصريحات إعلامية له: "أعتبر موهبة هدى هي الأولى من نوعها، كما أنها تمتلك مهارات وقدرات هائلة".