مع اقتراب هيلاري كلينتون للبيت الأبيض، تتضح صورة مساعدي ووزراء السيدة التي قد تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية.

وبينما يحتدم السباق بين كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب المثير للجدل، يبدو أن مستوى الصراع انتقل أيضا إلى الملابس التي يرتديها المرشحان وشركائهما.

فبعد تصريحات دونالد ترامب المسربة والمسيئة للنساء، والتي تبجح فيها بقدرته على استغلال أي امراة بفضل ماله وشهرته، كان ظهور زوجته مفاجئا بقميص من غوتشي يتخذ اسما ينسبه الأمريكيون لأعضاء المرأة التناسلية، وكأنها في طلتها هذه تعلن مساندتها لزوجها في ما اختار من تعابير.

وفي مناظرتها الأخيرة مع ترامب ليل الأحد الماضي، اختارت كلينتون بزة بحرية من المصمم رالف لورين وكأنها تريد التأكيد على أنها المرشحة الجدية والرسمية لهذه الانتخابات التي يترقبها العالم أجمع وليس فقط الأمريكيين.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تختار كلينتون تصاميم لورين، إذ اختارت بزة حمراء أثناء المناظرة الأولى وأخرى عاجية أثناء خطاب قبولها ترشيح الحزب، وأخرى زرقاء في أولى فعاليات حملتها الانتخابية.

ولا يعتبر اختيار لورين هنا مجرد ذوق الستايلست أو كلينتون نفسها، فاختيار مهندس إطلالات كلينتون التلفزيونية يعني مهندس إطلالات أول رئيسة أنثى في أمريكا، في عالم تشكل فيه الصورة الوقع الأكبر لدى الجمهور.

وبالعودة للوراء فإن زوجات الرؤساء السابقات كجاكلين كينيدي ونانسي ريغان، كن يتعاقدن مع مصمم واحد للمساعدة على تشكيل الصورة الرسمية للإدارة كلها.

وكان الرئيس باراك أوباما قال في لقاء سابق إنه كلما تضاءل الوقت المبذول للقيام بخيارات ثانوية، كلما توافر الوقت لقرارات أهم، منها طبعا الملابس اليومية. فما بالك لو كان الرئيس امرأة.

ورالف لورين من ناحية أخرى خيار أمريكي بامتياز، إذ يختم المصمم عروضه دائما بجينز وجزمة رعاة البقر ويمتلك مزارع شاسعة تحاكي تاريخ الغرب الأمريكي. وهو الخيار الأول غالبا لتصميم أزياء الفريق الأولمبي الوطني.

ولد في أحياء البرونكس الفقيرة، ليبدأ حياته المهنية كبائع ربطات عنق. تحول بموهبته وإصراره إلى إمبراطور في عالم الموضة، ليجسد قصة النجاح الأمريكية الشاعرية التي تروجها ماكينات البروباغندا الأمريكة على الدوام.

يضمن تحالف كلينتون مع رالف لورين ظهورها بأناقة وبأزياء تناسب مقامها والمناسبة.

وبغض النظر على من سيقع خيار كلينتونن فإن من سيصمم أزيائها سيصمم بطريقة أو بأخرى شكل المستقبل القريب.