جمالك

6 مارس 2016

ملكة جمال بريطانيا العظمى تفتحُ قلبها لتكشف معاناتها

من المريح أن نعتقد أنه ليس هناك من امراةٍ تتطلّعُ إلى موعد عادتها الشهرية، وبديهيٌّ أن السبب في ذلك يعود إلى الألم والاضطرابات المرافقة لها، فكيف إذا كانت تلك الآلامُ مضاعفةً لدرجةٍ تدفع بصاحبتها إلى الانقطاع عن العمل أسبوعاً كاملاً في كلّ شهر!.




هذا ما حصل مع زارا هولاند – ملكة جمال بريطانيا العظمى – ذات الـ 21 ربيعاً، والتي تم تشخيص حالتها بإصابتها بخللٍ في بطانة الرّحم، بعد زيارات متكررة للأطباء مراراً وتكراراً، منذ أن كان عمرها 16 عاماً، إلا أنها تقول أن التشخيص الصحيح حصل منذ سنتين فقط، حيث أن الأطباء كانوا سابقاً يعتقدون مخطئين أن ما يحصل معها هو آلامٌ معتادة خلال العادة الشهرية لكنّها يمكن أن تكون أشدّ ألماً عند بعض النساء، أما هي فتقول: "كنتُ أعلم أن تلك الآلام لم تكن معتادة".




تشرح زارا ماحصل معها قائلةً: "عانيتُ بشدّة من الألم، وكان عليّ أن أنقطع عن العمل أسبوعاً كاملاً كل شهر، لم أكن لأستطع أن أستمرّ على تلك الحال أكثر من ذلك، لذلك قامت أمي بطلب إحالةٍ لي إلى طبيبٍ مختص بالأمراض النسائية، والذي أجرى لي تنظيراً للبطن، مكّنه من كشف مشكلتي، التي كانت عبارة عن خلل في بطانة الرحم.
مرض بطانة الرحم هو مرضٌ شائع، وهو يحدث عندما تكون بطانة الرحم وهي النسيج اللحمي والدموي الذي من المفروض أن يبطّن سطح الرحم من الداخل، نجده خارج الرحم، كما أن تلك الأنسجة ممكن لها أن توجد في أماكن أخرى من جسد المرأة كالمبايض وقناة فالوب وبطانة البطن الداخلية والأمعاء والمثانة.




ومن أشهر أعراضها، ناهيك عن الألم الشديد المرافق للعادة الشهرية التي ربما تكون غزيرة جداً، هناك ألم في أسفل البطن، وفي الحوض أو أسفل الظهر، بالإضافة إلى الألم المرافق للممارسة الجنسيّة والذي يستمرّ إلى ما بعدها، والنزيف الذي ممكن أن يحدث بين دورتين والصعوبة في الحمل والإنجاب.
لا توجد أسبابٌ معروفة لذلك المرض، لكن النظرية الأكثر قبولاً في هذا السياق، هي أن بطانة الرّحم لا تغادر الجسم بالكامل، خلال الدّورة الشهرية إنما تضمّن نفسها في أحد الأعضاء الموجودة في الحوض.
لحسن الحظ أن الأطباء استطاعوا معالجة حالة الآنسة هولاند باستخدام الليزر الذي يعملُ على حرق ندبات بطانة الرحم، وتقول زارا: "على الأقل تم تشخيص حالتي وتلقيتُ العلاجَ المناسب".




أما الآن وبعد أن تم تتويج الآنسة زارا هولاند ملكةً على عرشِ جمال بريطانيا العظمى، في أيلول من السنة الماضية، فقد عمدت إلى إطلاق حملة لرفع مستوى الوعي فيما يخص معاناتها السابقة، والتي بالإضافة إلى الألم، تسبب مشاكل في الخصوبة والإنجاب.
ووفقاً للإحصائيات الأخيرة، فإن امرأةً بين كل 10 نساء في بريطانيا مصابةٌ بالمرض نفسه، أي حوالي 1.5 مليون امرأة، وبمدى يصل إلى سبع سنين ونصف حتى يتم تشخيصه.




تقول زارا: "أنا لا أريد للنساء أن يستمروا بالمعاناة وتحمّل الألم بدون حاجة لذلك".
وحيث أن المرأة كان يمكن أن تعاني سنيناً من الألم، فالتشخيص المبكر والصحيح يقيها ذلك طالما أن العلاج متوفر، وهذا ما أكّدت عليه حملة زارا هولاند في نشر الوعي بكل مايتعلّق بالحالة وأعراضها الشائعة التي يمكن أن تسرّع عملية التشخيص.