"الضرة مرّة".. هل برامج تأهيل قبولها تجعل المرأة تتأقلم مع الوضع؟
"الضرة مرّة".. هل برامج تأهيل قبولها تجعل المرأة تتأقلم مع الوضع؟"الضرة مرّة".. هل برامج تأهيل قبولها تجعل المرأة تتأقلم مع الوضع؟

"الضرة مرّة".. هل برامج تأهيل قبولها تجعل المرأة تتأقلم مع الوضع؟

أمثالنا الشعبية تؤكد دائما بأن "الضرة مرة ولو كانت جرة" وبنفس الوقت يقولون "المرأة الجديدة تبيض حظ القديمة" وكأنهم يَرشّون على الموت سكر...

ومهما يكن فإن الزواج الثاني للرجل لن يمر مرور الكرام دون أن يثير عاصفة قد تودي ببيته وأولاده، من هنا بتنا نسمع عن برنامج تأهيل نفسي للمرأة كي تقبل بالضرة طالما أن الدين شرع هذا!... شرع هذا بأحوال خاصة جدا حيث قال تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)، هذا التأكيد على الزوجة الواحدة والعدالة للأسف لا ينتبه إليه الرجل ويفكر بمثنى وثلاث ورباع وماملكت أيمانهم...

نسمع كثيرا من الضجيج والكلام هذه الأيام حول البرنامج التأهيلي الذي أطلقته باحثة كويتية متخصصة في علم النفس، وهو علاج نفسي، لإعادة تأهيل النساء اللاتي يصبن بصدمة، نتيجة ارتباط أزواجهن بأخريات، لمساعدتهن في حالات الغضب الهستيري والاكتئاب الإنفعالي، الذي قد يؤثر فيهن نفسياً وصحياً، كما يؤثر في أطفالهن وأسرهن.

وجاءت ردة فعل الكثيرات عبر مواقع التواصل وكأنها صرخة كرامة لماذا نحن المستهدفات ولماذا لا يكون هناك برنامج تأهيل للرجل كي يكتفي بزوجة واحدة يمنحها الحب والدفء لها ولبيتها ولأولادها؟؟؟.

فلماذا تعتبر الزوجة الأولى أن زوجها ملكها وحدها رغم أن الإسلام سمح بالتعدد كما يبرر البعض؟

أكدت الأخصائية النفسية الدكتورة فاطمة السجواني بأن المرأة غيورة بسيكولوجيتها وطبيعتها وأن الغيرة متأصلة في شخصيتها وخاصة فيما يتعلق بزوجها فهي ترفض رفضا تاما أن تشاركها أخرى في زوجها في الفراش فمن الممكن أن تقبل شراكة أي شيء إلا الفراش حيث تعتبر العلاقة الزوجية جزء من كيانها ومن حياتها ولو عدنا إلى القرأن نجد أن الله حلل الزواج بأربعة ولكن وضع شرطا مهما جدا ألا وهو العدل، ومن الصعب جدا أن يكون للإنسان قلبان في جوف واحد ومن المستحيل أن يعدل الرجل بين اثنتين إذ لابد أن تطغى إحدى كفتي الميزان على الأخرى والمراة ترفض أن تكون مع امراة ثانية في نفس الميزان وأن تكون في الكفة الأقل.

 فالزوجة الثانية في نظر الزوجة الأولى دخيلة عليها لأن الزوجة الأولى تؤكد دوما أنها هي التي بدأت مع الزوج طريق حياته خطوة بخطوة، ولم تتخيل أن تأتي إنسانة فجأة وتهدم كل التي قامت ببنائه.

وهذا الأمر يرجع لشخصية المرأة وطبيعة البيئة التي تعيش فيها إلى جانب البناء التكويني لها، فهناك أشياء أكثر بعدا وعمقا تلعب دورا في رفضها لفكرة قبول الزوجة الثانية كالإحساس بالكرامة ونظرة المجتمع فكل هذا يتراجع في حال دخول امرأة أخرى لحياتها.

فهل الخضوع لبرامج التأهيل يمكن أن تجعل المرأة تتقبل الوضع وتتأقلم معه؟

تقول الدكتورة فاطمة السجواني: "إننا في مجتمعنا العربي بحاجة لمثل هذه الدورات التأهيلية لأن الكثير من الزوجات يتعرضن الى أزمات نفسية شديدة جدا وهنا أظن بأن معظمهن سيصررن على الطلاق مما يؤدي إلى التشتت الأسري والأمراض النفسية عند الأطفال والتفكك، لأن المراة تدخل في حالة من الصدمة النفسية وخصوصا إذا لم تكن مؤهلة من زوجها لحدوث هذا الأمر أو إذا لم تكن مقصرة بحق الزوج وتؤدي مهامها تجاهه على أكمل وجه".

واختتمت قولها: " أنا أؤيد هذه الدورات بشكل كبير لأن تعدد الزوجات شيء دارج ولن تكون هي الأولى التي تتعرض لهذا الأمر ولا نهاية الحياة".

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com