هَوس نتف الشعر عند الفتيات.. عادة أم مرض؟
هَوس نتف الشعر عند الفتيات.. عادة أم مرض؟هَوس نتف الشعر عند الفتيات.. عادة أم مرض؟

هَوس نتف الشعر عند الفتيات.. عادة أم مرض؟

يتلخص اضطراب هوس نتف الشعر عند الفتاة بحالة من الرغبة العارمة في نتف شعر رأسها أو حاجبيها، ما يُحدث فراغات واضحة في هذه الأماكن يتسبب لها في مواقف محرجة أمام الآخرين، فتضطر لإخفائها بطرق عديدة.

قد يكون هذا الاضطراب بسيطاً في بداياته، لكنه قد يتحول ليصبح حالة مرضية تصاحبها آلام نفسية شديدة عند المصابات به، رغم أن هذه العادة قد تمنحهن شعوراً بالراحة النفسية عند نتفه أو اللعب به أو مضغه أو حتى أكله في بعض الأحيان.

وبيّنت يارا العتوم، أخصائية علم النفس لـ "فوشيا"، أن العلم لم يتمكن سابقاً من معرفة الأسباب الحقيقية وراء نتف الشعر الذي تصل نسبته عند الإناث إلى 90% مقارنة بالذكور 10%، وساد الاعتقاد الخاطئ بأن هوس نتف الشعر هو مجرد عادة، إلى أن أثبت طبيب الأمراض الجلدية الفرنسي "هنري هالوب" أنه حالة مرضية متعلقة باضطرابات في السيروتونين والدوبامين، وهي كيماويات دماغية طبيعية، تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بهذا الاضطراب.

وأوضحت العتوم أن هناك أنواعاً متعددة لاضطراب نتف الشعر، منه الاندفاعي: أي عندما تنتف الفتاة شعرها تشعر باللذة، يتبعه حالة من الشعور بالندم جراء القيام بفعلتها، ومنها القهري: أي شعورها بالضيق نتيجة وجود شعر غير منسق أو زائد في مكان ما، ما يضطرها إلى نتفه، وأما التلقائي أو غير الإرادي: يتمثل في عدم شعورها بفعلتها، لكونها إما مشغولة في الدراسة أو تشاهد فيلم رعب، أو تشغل تركيزها بأمر ما، وأحياناً تقوم بهذا الفعل لشعورها بالملل فقط، علماً أنه في هذه الحالة ليس مرتبطاً بأي شعور باللذة.

علاج هوس نتف الشعر

طبيب

أوضحت العتوم أن طرق العلاج المستخدمة لهذا المرض تتمثل بعلاج زيادة الدافعية عند المريضة به، وذلك بهدف تغيير هذه العادة السلبية عندها وتقبّلها فكرة العلاج والاستمرار عليه بانتظام، بالإضافة إلى التعاطف مع حالتها المرضية وزيادة الاهتمام بها، ومساعدتها على تخطي الظروف التي تلجأ فيها لنتف شعرها.

عند الأطفال، قد يبدأ هوس نتف الشعر في سن مبكرة، ما يلبث أن ينتهي بعد وقت محدد، بينما عند المراهقين وتحديداً الفتيات، يتطلب الأمر التدخل لعلاج سلوك حالة القلق والتوتر التي تنتابهنّ مع إشغالهنّ بأمور أخرى.

وفي بعض الأحيان، يتطلب الوضع علاجاً بالعقاقير حسب شدة الحالة ومدى تكرارها بشكل يومي، ومن أهمها "الكلوميبراماين وهو دواء مضاد للاكتئاب يُعرف تجارياً بـاسم "الأنافرانيل".

وأوصت الأخصائية بضرورة تدريب الفتيات على أساليب الاسترخاء التي تساعدهن على تشتيت رغبتهن في نتف الشعر، علماً بأن بعض الفتيات يعتقدنَ أن الخلاص من عادة نتف شعرهنّ سينتهي بانتهائهن من السنة الدراسية مثلاً، لكن الأمر قد يدوم أطول من ذلك ويتحول إلى مرض في مرحلة متقدمة في حال لم يحاول الأهل معالجة الأمر.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com