هل أفسدت وسائل التواصل الاجتماعي الموضة؟
هل أفسدت وسائل التواصل الاجتماعي الموضة؟هل أفسدت وسائل التواصل الاجتماعي الموضة؟

هل أفسدت وسائل التواصل الاجتماعي الموضة؟

أصبحت غالبية النساء مدمنات على فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وهي مواقع تجعل روادها يعتادون أمزجة جديدة مختلفة عما تعودوا عليه.

ويقول خبراء إن غالبية النساء أصبحن مدمنات على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة يصعب معها اقناعهن بتسلية أخرى.

عرض أزياء مذهل...لكن

واحدة من نتائج الإدمان على هذه المواقع، أنها غيرت الكثير من العادات والأذواق ومنها الأزياء والجماليات.

تقول الصحفية المتخصصة بالموضه في موقع مانريبلر، لياندرا مادين: خذي مثالا على ذلك تطبيق إنستجرام. هو رائع لأسباب عديدة. أتذكر انني حضرت عرض أسبوع ريان روش للموضة، وكانت راقصة باليه تتحرك بين عدد من العارضات يرتدين ملابس مماثلة من تصميم روش. صاحبة العرض أوضحت أنها عثرت على الراقصة الروسية على إنستجرام، وأطلقتها في نيويورك أثناء تقديم العرض عبر إنستجرام. ألا ترون أنه أمر لا يصدق؟

هل كان يمكن أن يحدث ذلك بدون إنستجرام؟ الفن المتحرك أمام أعيننا. بدون إنستجرام، ومن قبله تويتر، هل كان يمكن لأي شخص أن يستمع لشكواي عما يفسد استراحة الغداء الخاصة بي فور حدوثها؟ على الأغلب ليس. من الإنصاف أن نقول أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت صناعة الأزياء تلقى الترحاب على كل المستويات، لكننا فقدنا عنصرا حاسما من تقنية الموضة.

الأمر ربما يكون متعلقا بالسؤال الذي طرحته ذات يوم مجلة فوغ : هل انتهى عهد موضة الشارع؟ بالطبع لا. لكن علاقتنا مع موضة الشارع لا يمكن أن تستمر بالطريقة ذاتها.

عنصر يصعب وصفه

وتتساءل خبيرة صحافة الموضة: ما الذي تغير بعد سنوات من استعمال وسائل التواصل؟ إنه عنصر يصعب وصفه بكلمات، ولكنه شعور محدد مرتبط به، شعور يستوقفك عند بداية الموسم الجديد، هو مثل نزولك للمرة الأولى للسباحة بعد شتاء طويل، أو النظر من نافذة عريضة عشية عيد الميلاد، هذا الشعور يغير مسار تفكيرك. كل شيء كنت تعرفه سابقا يصبح افتراضيا، ولهذا السبب الذي لا تراه تشعر بأنك تغيرت.

هذا ما أرادوا برمجتنا عليه

وتضيف مادين: الواقع هو أنه لم يعد بإمكانك أن تشعري بما كنت تشعرين به من سعادة كبيرة حين كنت تقومين بفتح وسائل التواصل هذه كل يوم. رغم ذلك فهذا ما أرادوا برمجتنا عليه. لقد أصبح اهتمامنا محصورا بالأشياء التافهة ونادرا ما أصبح خيالنا يعمل. أصبحنا نتوقع مزيدا من الإبهار كل مرة نقوم فيها بفتح الموقع فيما نحن جالسون على أريكتنا مثل شخص منتفخ بالشحوم يجلس بانتظار أن يقوم من يتابعهم بالترفيه عنه. حشد من الأفكار التي تتناسب مع أفكارنا دون أن نعرف ما نريده منها بالتحديد.

الحياة... سلسلة متغيرات

وفي شكواها من تبدل الأذواق بشأن الأزياء تقول مادين: أنا أعتذر إن كنت لا توافقينني على استعمالي صيغة الجماعة. لكنني أتحدث من منطلق الاعتقاد بأننا يجب أن نحافظ على إيجابيتنا.

وتعرب الخبيرة عن اعتقادها أن المشكلة ربما تكمن فينا، فنحن من نختار من نريد متابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أليس كذلك؟ علينا أن نفكر جيدا في من نريد التواصل معهم، ويجب ألا نسمح لعناصر غير حقيقية بالتسلل إلى مواقعنا. لقد أصبحت آراؤنا أحادية الجانب: حشد كبيير من الأفكار التي تتماشى مع ما نعرف دون إضافة أي جديد.

لكن السؤال القائم هو: كيف يمكننا أن نزيد معرفتنا دون تشويش؟ هل علينا أن نتغير؟ الجواب هو نعم: فالحياة في الأساس سلسلة من التغييرات والتسويات، نكبر في السن، نفقد الأصدقاء ونكسب أصدقاء جددا... نسافر ونعود. وما نفعله في العالم الافتراضي هو شكل آخر من أشكال الحياة التي نعيشها، فماذا نعمل وهم يقومون بتغيير أساسيات أذواقنا بخصوص الموضة والأزياء؟

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com