في يوم الحب.. العشاق في لبنان يبحثون عن أشجار "الغزة"
يشير اللبنانيون إلى المكان السري الذي يمكن للعشاق أن يتلقوا فيه بعيدا عن أعين المتربصين:" الغزة"، ويقولون:" شكلهم غازين شي غزة"، في إشارة الى اختفاء عاشقين في مكان متوار.
وعلى مدى التاريخ، كانت هذه "الغزة"، عبارة عن خميلة من الأشجار الكثيفة، أو بقعة متوارية من حرش صنوبر أو زيتون أو سنديان. ولكن، مع تناقص المساحات الخضراء يوماً بعد يوم في البلد الذي لطالما وصف بأنه "جنة الشرق"، واقفال بعضها الآخر، كما "حرش بيروت"، في وجه الناس، أصبح العشاق في مأزق، اذ أن "الغزة" الخاصة بهم، مهددة بالضياع.
ومن عكار في الشمال، حيث يلاحق رئيس بلديتها "المجرمين" الذين يقطعون الأشجار تحت ظلام الليل، وصولاً إلى العاصمة بيروت، حيث تلاحق جمعيات أهلية ملف "حرش بيروت" معترضة على خطة بتحويل مكان ملعب كرة قدم دولي من غرب العاصمة إلى وسط الحرش.. يقف العشاق الذين لا يملكون ثمن حجز غرفة في فندق أو شاليه على البحر حائرون أين "يختلون" بأحبائهم في يوم الحب.
ويتذكر الياس معضم - 70 سنة - أنه في صباه، كان يتردد باستمرار على "حرش بيروت" من أجل اختلاس قبلة "عذرية" تحت الابر الخضراء:" رزق الله على هيديك الأيام.. كانت أياما هانئة، كان الحب مرحب به في كل مكان. أتلفت حولي الآن ولا أجد سوى فساد وكره وضجيج.. حتى الحرش مقفل في وجهنا ويريدون تحويله إلى موقف للسيارات"!
وبعيداً عن الضحك، فإن المسألة تكتسب طابعاً جدياً، يدعو إلى الحزن، بشأن تناقص المساحات الخضراء في لبنان. وقد عبرت المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية سوسن بوفخر الدين عن هذا الأمر بالكشف عن أن الغطاء الحرجي تراجع في لبنان ليغطي اليوم 13 بالمئة فقط من مساحته، بسبب عمليات القطع والبنيان العشوائي والحرائق وغيرها من العوامل.