في يوم الحب.. العشاق في لبنان يبحثون عن أشجار "الغزة"
في يوم الحب.. العشاق في لبنان يبحثون عن أشجار "الغزة"في يوم الحب.. العشاق في لبنان يبحثون عن أشجار "الغزة"

في يوم الحب.. العشاق في لبنان يبحثون عن أشجار "الغزة"

يشير اللبنانيون إلى المكان السري الذي يمكن للعشاق أن يتلقوا فيه بعيدا عن أعين المتربصين:" الغزة"، ويقولون:" شكلهم غازين شي غزة"، في إشارة الى اختفاء عاشقين في مكان متوار.
وعلى مدى التاريخ، كانت هذه "الغزة"، عبارة عن خميلة من الأشجار الكثيفة، أو بقعة متوارية من حرش صنوبر أو زيتون أو سنديان. ولكن، مع تناقص المساحات الخضراء يوماً بعد يوم في البلد الذي لطالما وصف بأنه "جنة الشرق"، واقفال بعضها الآخر، كما "حرش بيروت"، في وجه الناس، أصبح العشاق في مأزق، اذ أن "الغزة" الخاصة بهم، مهددة بالضياع.


ومن عكار في الشمال، حيث يلاحق رئيس بلديتها "المجرمين" الذين يقطعون الأشجار تحت ظلام الليل، وصولاً إلى العاصمة بيروت، حيث تلاحق جمعيات أهلية ملف "حرش بيروت" معترضة على خطة بتحويل مكان ملعب كرة قدم دولي من غرب العاصمة إلى وسط الحرش.. يقف العشاق الذين لا يملكون ثمن حجز غرفة في فندق أو شاليه على البحر حائرون أين "يختلون" بأحبائهم في يوم الحب.


يقول سلمان - 21 سنة -"مش فارقة معاي.. لقد عرفت منذ زمن خطة بالنفاذ إلى الحرش من خلال ثغرة. المشكلة أن حبيبتي لديها تقاسيم "مليانة" شوي، وهي تحشر نفسها حشراً للنفاذ من تلك الثغرة إلى الحرش. في مرات أدعوها للقفز من فوق السياج، لكنها تخاف وتغضب، وتتحول مناسبة الحب إلى دراما"، يقول ضاحكاً.


ويتذكر الياس معضم - 70 سنة - أنه في صباه، كان يتردد باستمرار على "حرش بيروت" من أجل اختلاس قبلة "عذرية" تحت الابر الخضراء:" رزق الله على هيديك الأيام.. كانت أياما هانئة، كان الحب مرحب به في كل مكان. أتلفت حولي الآن ولا أجد سوى فساد وكره وضجيج.. حتى الحرش مقفل في وجهنا ويريدون تحويله إلى موقف للسيارات"!


ومنذ عام 2002، وصولا إلى نهاية العام الماضي، ظلت رئة بيروت الخضراء المتمثلة بـ 300 الف متر مربع من أشجار الصنوبر، مقفلة في وجه اللبنانيين، وحين تم افتتاح جزء منها قبل شهور، اكتشف الناس مخطط تحويل الحرش إلى ملعب رياضي، الأمر الذي أثار حفيظة الجميع، وفي طليعتهم العشاق.


وبعيداً عن الضحك، فإن المسألة تكتسب طابعاً جدياً، يدعو إلى الحزن، بشأن تناقص المساحات الخضراء في لبنان. وقد عبرت المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية سوسن بوفخر الدين عن هذا الأمر بالكشف عن أن الغطاء الحرجي تراجع في لبنان ليغطي اليوم 13 بالمئة فقط من مساحته، بسبب عمليات القطع والبنيان العشوائي والحرائق وغيرها من العوامل.


الجدير ذكره أيضاً، أن وزارة الزراعة اللبنانية أطلقت أخيرا خطة العمل لمشروع الـ40 مليون شجرة التي تهدف لزيادة المساحات الحرجية في لبنان وإعادتها إلى 22 بالمئة من مساحة لبنان عبر زرع 40 مليون شجرة في 70 الف هكتار (الهكتار يعادل عشرة الاف متر مربع) من الأراضي في مختلف مناطق لبنان.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com